أهداف العدوان، بخلاف كل ما جاء على ألسنة المسؤولين السعوديين السياسيين والعسكريين، يمكن استعراضها على النحو الآتي:
1 ـ حماية خطوط النفط والتجارة البحرية. وبتفصيل أكثر، إن سيطرة أنصار الله واللجان الشعبية على مضيق باب المندب لا تحمل تهديداً للسفن التجاربة المصرية ولا للهندية ولا حتى للسعودية ولا لأي من دول العالم، بينما هي تشكل تهديداً جدّياً واستراتيجياً للسفن الاسرائيلية. شعارات الحركة كفيلة بأن تبعث قلقاً متعاظماً لدى القادة الصهاينة، ولذلك لا يخفي الاسرائيلي نيّته التدخل العسكري في حال عجز الأميركي والسعودي عن تأمين خطوط التجارة الاسرائيلية في البحر الأحمر مروراً بباب المندب ومنه الى بحر العرب، وصولاً الى شرق آسيا.
2 ـ إجهاض أي حركة نهضوية ذات طابع ديني في الجزيرة العربية. في عام 2009، وصف محمد بن نايف، وزير الداخلية، بحسب وثائق ويكيليكس، اليمن بأنه دولة فاشلة، ولكن هذا اليمن في أيلول 2014 نهض بفقره وجوعه وبؤسه لرسم معالم جديدة لجزيرة عربية مختلفة، يكون فيها اليمن ــ المعادلة واليمن ــ النموذج. وهذا بالتأكيد لن يكون مقبولاً من الجانب السعودي، الذي يرى في اليمن الديموقراطي والمستقل خطراً وجودياً بالنسبة إليه، ولا بد من فعل المستحيل لتقويض هذا النموذج قبل استكمال شروط نجاحه، وإن تطلب محو اليمن من الخريطة.

3 ـ تحقيق إنجاز استثنائي للملك سلمان وابنه وزير الدفاع محمد بن سلمان، إنجاز يراد البناء عليه في المستقبل داخل العائلة وداخل المملكة، والأهم أن يكون الإنجاز قابلاً للتسويق لدى الحلفاء الكبار. بذل الملك سلمان كل ما في وسعه لجهة بناء «قيادة كاريزمية» تحل محل قيادة سلفه، أي الملك عبد الله، الذي حظي بتقدير من قبل فئات واسعة من الشعب، بصرف النظر عن «كمية» و»نوعية» الإنجازات التي حقّقها. كان سلمان بحاجة الى «قضية» يصنع من خلالها منجزه التاريخي، الذي يتيح لابنه أيضاً تقديم أوراق اعتماد لدى الأميركيين في المستقبل. ولهذا السبب خالف الملك سلمان وابنه محمد كل النصائح التي قدّمت لهما في بدايات الحرب، أولاً من البريطانيين الذين أبلغوهما بأنها حرب خاسرة، ونصحوا بالخروج منها مبكّراً قبل أن تتعقّد الأمور، ثم جاء الألمان وقدّموا لهما رؤية استراتيجية بأن الحرب البرية تعني الوقوع في المستنقع، وأخيراً قدّم الأميركيون وجهة نظر مماثلة مفادها أن هذه الحرب بلا أفق.