نفى قائد القوة البحرية في الجيش الإيراني الأدميرال حبيب الله سياري، التصريحات الأميركية عن مغادرة السفن الإيرانية منطقة خليج عدن، مؤكداً أنها موجودة هناك منذ زمن، وأنها سترابط في المنطقة بقوة. يأتي كلام سياري في وقت أعلن فيه مساعد وزير الخارجية الإيرني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبداللهيان، أن «سلوك الرياض في محاصرة اليمن ومنع إرسال المساعدات الإنسانية إليه لن يبقى من دون رد».
وبعد أيام على تصريحات أميركية بأن السفن الحربية الإيرانية غيّرت مسارها، عقب توجيه تحذيرات من القطع البحرية الأميركية لها، أكد سياري أن «السفن الحربية الإيرانية لم تغادر خليج عدن وسترابط فيه»، مشيراً إلى عدم تلقي السفن الإيرانية أي رسالة تحذير لمغادرة المنطقة، ونافياً المزاعم الأميركية بشأن إرسال إيران السلاح إلى اليمن.
وقال سياري، في مقابلة مع قناة «العالم»، إن «جميع الادعاءات بشأن إرسال السلاح إلى اليمن كذب والدليل هو حضورنا المتواصل والعلني، ونحن موجودون في المسار البحري المحدّد قانونياً في المياه الدولية». وأضاف «لا أحد يستطيع الاعتراض، ولن نهتم بأي اعتراضات وسننفذ المهمات الموكلة إلينا»، معقباً بالقول إن «هناك العديد من الدول التي تنتشر قواتها البحرية في تلك المنطقة».

وأكد سياري أن «الحضور الإيراني من شمال المحيط الهندي وخليج عدن وباب المندب وصولاً إلى البحر الأحمر ليس وليد اليوم»، مشيراً إلى أن «المهمة مستمرة منذ ثماني سنوات».
وفي هذا السياق، أوضح المسؤول الإيراني أن «الهدف منها (المهمة) توفير الأمن للسفن الإيرانية والأجنبية ومكافحة الإرهاب البحري المتمثل بالقرصنة البحرية، إضافة إلى توفير الأمن في هذه المنطقة على نحو عام»، لافتاً الانتباه إلى أن إيران «كانت من أوائل الدول الأعضاء في المنظمة الدولية للملاحة البحرية التي لبّت نداء المنظمة للمشاركة في تأمين طرق الملاحة في هذه المنطقة الحساسة، وفق القانون الدولي».
في سياق متصل، شدد مساعد وزير الخارجية الإيرني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبداللهيان، أمس، على أنه «لا يحق للرياض أن تقرّر مصير الآخرين في المنطقة»، موضحاً أن «جميع الخيارات لمساعدة الشعب اليمني وإرسال المساعدات الإنسانية إليه ونقل جرحاه، تحظى باهتمامنا».
وفي هذا الإطار، أشار عبداللهيان إلى مثال آخر وهو «التدخل العسكري السعودي في البحرين، الذي أدى إلى سقوط المئات من القتلى والجرحى واعتقال آخرين، وأدى إلى إيجاد شرخ عميق بين الحكومة والشعب وخلق أزمة عدم الاستقرار في هذا البلد، الأمر الذي ما زال مستمراً فيه للأسف». وقال إن «نتيجة استمرار العدوان السعودي على اليمن لن تكون سوى عدم الاستقرار في السعودية ومنطقتنا المشتركة».
وإذ أشار عبداللهيان إلى أن «المتوقع كان، أن تتخذ السعودية الخطى في مسار تعزيز الأمن المستديم في المنطقة»، إلا أنه أضاف أنها «هي نفسها أصبحت اليوم المشكلة الأساسية لعدم الاستقرار في المنطقة، حيث نأمل أن تؤدي دوراً بناءً في المنطقة، من خلال تغيير نهجها الخاطئ»، مؤكداً في الوقت ذاته أن «طهران تدعم على الدوام الحوار بين البلدين في المسار الديبلوماسي».
(الأخبار)