في موقف جديد يشير إلى إرادة سياسية عراقية باستيعاب قوات "الحشد الشعبي" ضمن مؤسسات الدولة، اعتبر رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أنه لا توجد ميليشيات في البلاد، و"الحشد الشعبي" له غطاء قانوني وتنفيذي.وقال العبادي، خلال الاحتفال السنوي بذكرى استشهاد السيد محمد باقر الحكيم، إن "السلاح محصور بيد الدولة، والحشد الشعبي له غطاء قانوني وارتبط كهيئة بالدولة وبالقائد العام بقرار من مجلس الوزراء ووضع في موازنة عام 2015"، مضيفاً "لا ميليشيات في العراق لأنها تهدد الدولة، كما لا نقبل بمساواة الحشد الشعبي بالميليشيات، والتخويف من الحشد فيه ظلم كبير، وإن الحشد يشمل جميع مكونات الشعب العراقي".

ومضى العبادي قائلا: "إخراج داعش من العراق بات قريباً وأرى ذلك بوضوح"، مشيراً إلى أنه "لا يوجد بين أهل السنة من يؤيد تنظيم داعش". وأضاف: "مددنا أيدينا لجميع الدول من أجل فتح صفحة جديدة، ومساعدتنا في محاربة داعش، لكن من دون المساس بسيادة العراق".
وضمن سياسة استيعاب "الحشد" ضمن مؤسسات الدولة العراقية، في سياسات تتقاطع وعدداً من المطالب الخارجية، قال رئيس "جماعة علماء العراق"، الشيخ خالد الملا، إنه سلّم خلال زيارته الأخيرة لمصر، بتكليف من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، دعوة رسمية لشيخ الأزهر، أحمد الطيب، لزيارة العراق، ولقاء المسؤولين والمراجع الدينية هناك، مشيراً إلى أن الطيب أبدى استعداده لتلبية تلك الدعوة. ويأتي توجيه الدعوة إثر أزمة بين الأزهر وجهات عراقية على خلفية اتهامات أطلقها شيخ الأزهر بحق "الحشد الشعبي" بتنفيذ "انتهاكات وعمليات تهجير وقتل وإعدامات ميدانية ومجازر".
وفي تصريح لوكالة "الأناضول"، أوضح خالد الملا، الذي رأس وفداً عراقياً رسمياً قام الأسبوع الماضي بزيارة مصر والتقى خلالها شيخ الأزهر أحمد الطيب ومسؤولين مصريين، أن شيخ الأزهر "أبدى استعداده لتلبية الدعوة وزيارة العراق في أقرب وقت للاطلاع على ما يجري فيه عن كثب وعلى أرض الواقع".
في غضون ذلك، وفي الوقت الذي تسعى فيه الحكومة العراقية إلى استعادة أراض يسيطر عليها تنظيم "داعش" في محافظة الأنبار ــ المحافظة الأكبر في البلاد ــ استهدفت، أول من أمس، ثلاثة تفجيرات معبر طريبيل الحدودي بين العراق والأردن، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص، على الأقل، من قوات الأمن، في هجوم أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عنه بعد قليل من وقوعه.
وقال موقع "سايت" المعني بمراقبة المواقع الإسلامية على الإنترنت إن "داعش" أعلن مسؤوليته عن الهجوم في شريط فيديو، قائلا إنه استهدف مجمعاً حكومياً ونقطة تحكم في المعبر الحدودي ودورية تابعة للجيش.
ومن الجانب الأردني، قال مسؤول إن حكومته ردت بتكثيف الإجراءات الأمنية في معبر طريبيل، فيما أعلنت وزارة الداخلية أن الأحداث التي وقعت في منطقة طريبيل العراقية، أدت إلى حدوث أعطال فنية، مضيفة في بيان إن "حدود الكرامة الأردنية مع العراق ما زالت مفتوحة وتمارس عملها كالمعتاد".
وأمس، عرض بيان منسوب لتنظيم "داعش" صوراً قال إنها لمنفذي التفجيرات الانتحارية الثلاثة التي استهدفت الجانب العراقي من منفذ طريبيل الحدودي مع الأردن، وهم: سنغالي، بلجيكي وفرنسي.
البيان تداوله أنصار لتنظيم "داعش" على شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت. وظهر في الصور ثلاثة أشخاص يحملون ألقاب: أبو بكر الفرنسي، أبو عبد الله البلجيكي وأبو جعفر السنغالي، والذين وصفهم البيان بـ"الفرسان" الذين نفذوا الهجوم الثلاثي على الجانب العراقي من منفذ طريبيل.
وأرفق التنظيم بالصور تقريراً مكتوباً عن تفاصيل العملية، ذكر فيها أن العربات الثلاث، التي تم تفجيرها، استهدفت مطعماً ومكان مبيت لـ"الجيش الصفوي"، إضافة إلى السيطرة الأمنية الرئيسية لمنفذ طريبيل ودورية أمنية.
(الأخبار، الأناضول، رويترز)