في وقتٍ بدأت فيه المسارات الدبلوماسية المتعلقة بمبادرات تضع حداً للعدوان السعودي على اليمن بالاتضاح، بعد تأكيد الجزائر تأديتها دور الوسيط بين طهران والرياض في هذا المجال، جددت ايران دعوتها إلى «حوار فوري» في اليمن، على أن يكون داخلياً غير مشروط، ومن دون تدخل أي طرف خارجي، فيما صدر تصريح لافت للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي أكد، بعد الأنباء التي تحدثت عن وجود قوات برية مصرية جنوب اليمن، أن القاهرة أرسلت قوات جوية وبحرية فقط في «عاصفة الحزم»، وذلك بينما أعلن التحالف التنسيق المباشر مع المجموعات المسلحة التابعة للرئيس الفار عبد ربه منصور هادي جنوب البلاد.
وقال مصدر دبلوماسي جزائري، يوم أمس، إن بلاده «نقلت خلال الأسبوعين الأخيرين رسائل متبادلة بين الرياض وطهران، تتعلق جميعها بوضع حدود صارمة للنزاع المسلح في اليمن، لمنع تحوله إلى حرب إقليمية أوسع». ووفق المصدر ذاته، فإن الرسائل جاءت «في شكل تحذير أو طمأنة بين الطرفين، ومن بين الرسائل التي تناقلها البلدان عبر الجزائر، إجراء جرى التوافق بشأنه لمنع الصدام بين سلاح البحرية السعودية وسفن شحن إيرانية، تمر عبر مضيق باب المندب، وإجراء ثان لمنع الصدام بين سلاح البحرية الإيراني والسعودي».
علي صالح: لم يخلق
من يقول لي اخرج من
بلادك


طهران مع حوار
يمني فوري بلا تدخل
خارجي
وأضاف الدبلوماسي أن المسؤولين يتواصلون في طهران والرياض عبر الجزائر، «لمنع أي تدهور للوضع على صعيد المواجهات العسكرية في اليمن». وأوضح أن «الجزائر تعتقد أنه قبل الشروع في أي حل للنزاع في اليمن لا بد من وضع آليات لمنع توسعه وتحوله إلى حرب إقليمية بين إيران ودول الخليج».
وجددت طهران الدعوة إلى «حوار فوري» بين الأطراف اليمنية، وذلك في محادثة هاتفية بين وزير الخارجية الايراني، محمد جواد ظريف، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وخلال المحادثة الهاتفية التي جرت مساء أول من أمس، أقر بان بجهود إيران لتسوية أزمة اليمن سلمياً، وشدد على ضرورة نقل الأدوية والمواد الغذائية للمدنيين الذين تضرروا بالنزاع «بصورة فورية».
وقد نفى ظريف، يوم أمس، دعم بلاده لجماعة «أنصار الله» في اليمن، داعياً إلى «حوار يمني داخلي فقط بعيداً عن مشاركة الآخرين فيه أو وضع القوى شروطاً لمستقبل اليمن». وقال إن «ما يجب فعله هو تسهيل الحوار بين القوى اليمنية، ونحن جاهزون لفعل ذلك»، منتقداً ما سماه «موقف الدول الأجنبية من الشأن اليمني».
من جهة أخرى، وبعد الأنباء التي تحدثت عن وجود قوات برّية مصرية جنوب اليمن، قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إن بلاده «أرسلت قوات جوية وبحرية فقط» للمشاركة في عملية «عاصفة الحزم»، وفي حال إرسال قوات أخرى فسيُعلن ذلك، في إشارة إلى عدم الدفع بقوات برية حتى الآن. وبحسب ما نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية (الرسمية)، فإن السيسي أكد، لطلاب الكلية الحربية صباح أمس، «حرص مصر علي الحل السياسي للأزمة في اليمن».
من جهته، قال المتحدث باسم «عاصفة الحزم»، أحمد العسيري، يوم أمس، إنه جرى تنسيق مباشر مع «المقاومة الشعبية» (المسلحين التابعين لهادي) في زنجبار جنوبي اليمن، حيث كانت هناك تجمعات للحوثيين جرى القضاء عليها الأمر الذي سمح للمقاومة بالتقدم على الأرض.
وفي تصريحٍ لافت، قال الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، يوم أمس، إنه لن يغادر البلاد، نافياً تقارير أوردتها وسائل إعلام خليجية عن سعيه للخروج الآمن من اليمن. وكتب صالح على صفحتة الرسمية على موقع «فايسبوك»: «لست من النوع الذي يرحل ليبحث عن مسكن في جدة أو عن مسكن في باريس أو في أوروبا، بلادي هي مسقط رأسي. ولم ولن يخلق من يقول لعلي عبد الله صالح أخرج من بلادك».
ميدانياً، مضى تنظيم «القاعدة» في السيطرة على مدينة المكلا في حضرموت، إذ سيطر يوم أمس، على معسكر «اللواء 27» التابع للجيش اليمني مصادراً أسلحة ثقيلة، وذلك بعد يوم من سيطرته على مطار «الريان الدولي» في المدينة التي تعد مركز المحافظة الأكبر في اليمن.
وشهدت مأرب يوم أمس، تقدماً للجيش و»اللجان الشعبية» في كل من صرواح وبراقش والجدعان والسيطرة على الجبال المطلة على مدينة مأرب بعد سقوط قيادات لـ «القاعدة» في الاشتباكات المتواصلة.
وعلى صعيد القصف، شهدت العاصمة صنعاء يوم أمس، قصفاً عنيفاً غير مسبوق بصواريخ عالية التفجير يعتقد عسكريون أنها كروز. وفي صعدة قصف العدوان العديد من الأماكن السكنية في ضحيان ورحبان ومدينة صعدة وباقم وغيرها من المناطق، مستهدفاً أسواقاً ومحلات تجارية. وشهدت مديرية ساقين إنزال قنابل مظلية من طائرات العدوان، القنابل تساقطت على المنازل والأحياء السكنية في ما وصف بجريمة حرب.
(الأخبار، رويترز، أ ف ب، الأناضول)