رفض المستوى الرسمي في إسرائيل، يوم أمس، دعوة وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي إلى وضع شارات خاصة على السلع والمنتجات المستوردة من المستوطنات الإسرائيلية في الضفة المحتلة، ووصف الدعوة بأنها ترجمة لـ«سياسة النفاق» الأوروبية اتجاهها. موقف عبّر عنه وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، الذي أعلن رفض وضع إشارات على بضائع المستوطنات في الضفة، وهو الإجراء الذي يرمي إلى تسهيل مقاطعتها في الأسواق الأوروبية.
وتوجه ليبرمان متهكما بالحديث إلى وزراء الخارجية الأوروبيين مطالبا إياهم بضرورة وضع علامات على منتجات المستوطنات مع نجمة صفراء، في تلميح منه إلى الإشارات التي استخدمها النازيون لتحديد هوية اليهود على ملابسهم. وأضاف في حديث إذاعي، أن دول الاتحاد الأوروبي «تتبع «سياسة النفاق في وجه إسرائيل في الوقت الذي تستمر المذابح وأعمال القتل في العديد من الدول المحيطة بإسرائيل، من دون أي حراك أوروبي.
وأشار الوزير الإسرائيلي إلى «مأساة مخيم اليرموك» في سوريا، لافتا إلى أن «وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي لم يتحركوا ولم يتنادوا إلى عقد جلسة طارئة لا في دول الاتحاد ولا في مجلس الأمن... وسوى تصريحات قليلة، لم يفعلوا شيئا».
في حديث آخر إلى الإذاعة العبرية، شدد وزير الطاقة الإسرائيلي، سيلفان شالوم (حزب الليكود)، على أن الأوروبيين يضرون بـ«حل الدولتين» بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وذلك نتيجة لوقوفهم إلى جانب الفلسطينيين. وقال شالوم إن «خطوة وضع إشارات على منتجات المستوطنات الإسرائيلية خطوة مضرة بعملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وخطوات كهذه كانت قد بدأت قبل عشر سنوات، لكنها لم تساهم في شيء إيجابي».
وانتقدت مصادر دبلوماسية إسرائيلية، كما نقلت عنها الإذاعة نفسها أمس، القرار الأوروبي، متسائلة عن سبب صدوره في هذا اليوم بالتحديد، أي «في الوقت الذي تحيي فيه إسرائيل ذكرى المحرقة النازية». وأكدت المصادر أن «القرار بائس»، إذ إن وضع إشارات خاصة على منتجات المستوطنات ينطوي على «معان أكبر بكثير في هذا اليوم بالتحديد».
يشار إلى أن وزراء خارجية 16 دولة من أصل 28 من الدول المنضوية في الاتحاد الأوروبي أرسلوا في المدة الاخيرة رسالة إلى مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد، فيديركا موغريني، تطالبها بضرورة وسم منتجات المستوطنات الإسرائيلية في الضفة والجولان بإشارات خاصة، وذلك في كل المتاجر التي تعرض هذه المنتجات في الدول الأعضاء.