ريف دمشق | فاجأ تنظيم «داعش» خصومه من مختلف الأطراف، بظهورٍ ثانٍ له خلال أسبوعين على مقربة من العاصمة السورية، في حي برزة، شمالي شرقي دمشق، بعدما كان قد اقتحم مخيم اليرموك جنوبي العاصمة بنحو مباغت في الأول من الشهر الجاري. وشهد أمس مواجهات عنيفة في بساتين حي برزة الشرقية وفي حيّي تشرين والقابون بين عشرات المسلحين من «داعش» من جهة، والمسلّحين المنخرطين في عداد تسوية برزة، إضافة إلى مسلّحي «اللواء الأول» التابع لـ«الجيش الحر» و«لواء المسلمين» و«شهداء الصالحية» من جهة ثانية.
وبحسب مصدر ميداني لـ«الأخبار»، فإن «150 مسلّحاً هم من المسلّحين المحليين في الأحياء الثلاثة (برزة وتشرين والقابون)، بايعوا التنظيم سرّاً خلال الأيام الماضية، بعد اتصالات مع زعماء داعش في الغوطة الشرقية وفي الريف الجنوبي للعاصمة». ولم يكد يعلن «الداعشيون» انتماءهم الجديد، حتى سارع المقاتلون المحليون في برزة، الذين كانوا قد وقّعوا اتفاق تسوية مع الجيش السوري في نهاية عام 2013، إلى الاشتباك معهم في البساتين الشرقية من الحي، فيما شنّ مسلّحو «اللواء الأول»، وباقي الحلفاء، هجوماً على مسلّحي «داعش» في منطقة القابون وبساتين حي تشرين، كذلك استهدف الجيش السوري مواقعهم بالمدفعية الثقيلة والطائرات الحربية.
إلى ذلك، أصدر «اللواء الأول» بياناً حول المواجهات مع «داعش» أعلن فيه بدء معركته مع «داعش» بعد «تجاوزات قام بها تنظيم الدولة في مناطق برزة والقابون وحي تشرين»، والتي يعدّدها البيان بـ«التعرض للمجموعات الثورية، وتضييق الخناق على سكان تلك المناطق، والعمل على تهلكة الثورة، والتكفير...». إلى ذلك، قال مصدر مقرّب من «جيش الإسلام» لـ«الأخبار»: «يلقي زعماء جيش الإسلام اللوم على جبهة النصرة لتسهيلها نشوء تلك المجموعة الداعشية، فهي بتقاربها مع داعش جنوبي العاصمة طورت علاقتها مع التنظيم، وصولاً إلى ما جرى في برزة والقابون».
وفي خطوة لافتة تخرج عن سياق حرب «جيش الاسلام» مع «المفسدين في الأرض الممثلين بتنظيم داعش» في الغوطة الشرقية، وعلى عكس ما يروّجه التنظيم عن المعارك في برزة والقابون، علمت «الأخبار» من مصادر ميدانية سورية أنّ «جيش الاسلام» أرسل تعزيزات عسكرية وأكثر من 150 مسلحاً إلى القابون لمؤازرة جماعة الشيخ يوسف ليلى التي تقاتل إلى جانب «النصرة» و«داعش» في وجه باقي الفصائل.
أما في مخيم اليرموك، جنوبي العاصمة، فقد واصلت الفصائل الفلسطينية تقدمها البطيء في مواجهة «داعش» و«جبهة النصرة». ففي وقت وصلت فيه «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة» و«فتح الانتفاضة» إلى وسط مخيم اليرموك، عند تقاطع شارعي لوبيا واليرموك، بعدما كانا يسيطران في السابق على المناطق الواقعة شمالي المخيم حتى ساحة الريجة، شهد محيط صلاح الدين اشتباكات عنيفة بين «أكناف بيت المقدس» وتنظيمي داعش والنصرة، في الجهة الجنوبية من المخيم.
ويقول مصدر ميداني لـ«الأخبار» إنّ «المنطقة التي تسيطر عليها الفصائل الفلسطينية مجتمعة باتت تقارب 50% من مساحة المخيم، فيما انزاحت خطوط التماس بالاتجاه الجنوبي، وانحصر وجود التنظيمين في الأحياء الجنوبية التي تشكل نحو 50% من مساحة المخيم، بسبب اتساعها النسبي مقارنة بالأحياء الشمالية». ولفت المصدر إلى ان الاشتباكات «تجري بواسطة الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وهو ما يبطئ عملية التقدم، والسبب في ذلك هو رغبة الفصائل في الحفاظ على البنية التحتية للمخيم». وفي حلب، شمالاً، لا تزال تشهد أحياء بني زيد وجمعية الزهراء اشتباكات عنيفة، تحديداً في محيط جامع الرسول الأعظم. إلى ذلك، واصل المسلّحون قصف أحياء الخالدية وشارع النيل وحي الزهراء، ما أدى إلى سقوط 23 مدنياً بين شهيد وجريح. كذلك أدى قصف المسلّحين على حي السبيل بالقذائف الصاروخية إلى استشهاد وإصابة 12 مواطناً. وبالتوازي، قصف الجيش مواقع للمسلّحين في أحياء العامرية والسكري وبني زيد، وفي بلدة بنان الحص في ريف المحافظة، ما أدى إلى مقتل وإصابة العديد منهم.