ريف دمشق | على خلفية تصاعد العمليات العسكرية في جنوبي دمشق، وتحديداً في مناطق مخيم اليرموك والحجر الأسود وأطراف يلدا وببيلا وبيت سحم، يسعى المسلّحون في الغوطة الشرقية إلى إيجاد موطئ قدم لهم في تلك المنطقة، معتمدين على التنسيق مع بعض المجموعات الموجودة أصلاً في تلك البقعة الجغرافية، وعلى الثُّغَر الناشئة في جبهة جنوبي العاصمة إثر حالات الكر والفر التي تجري على نحو شبه يومي.
لذلك، نفذ الجيش السوري صباح أمس عملية تمشيط استباقية على محور المطاحن، الواقع في الغوطة الشرقية من جهة مطار دمشق الدولي، بعد حصوله على معلومات تفيد بأن مسلّحي تلك المنطقة «يخططون لشن هجوم كبير على مطار دمشق الدولي»، بحسب مصدر ميداني لـ«الأخبار». عملية التمشيط تضمنت استهدافات متعددة لنقاط «كان يجري تحضيرها لكي تكون نقاط انطلاق وإمداد للمسلّحين أثناء هجومهم المفترض على المطار»، وأدت إلى مقتل وجرح العشرات منهم، إضافة إلى تدمير العديد من الآليات ومنصات إطلاق قذائف الهاون، «دون أن تؤثر بحركة الملاحة الجوية في المطار»، يضيف المصدر.
وفي موازاة ذلك، نفّذ سلاح الجو أكثر من 15 غارة على مواقع للمسلّحين في دوما وحزة وعين ترما وجوبر وزبدين، في الغوطة الشرقية، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من المسلّحين، بينهم سعوديان في زبدين.

انخفضت حدة الاشتباكات في اليرموك لترتفع على أطراف الحجر الأسود

أما في مخيم اليرموك، فانخفضت وتيرة الاشتباكات في الأحياء الوسطى منه، بعد سلسلة انسحابات أجراها مسلّحو «داعش» باتجاه الحجر الأسود، وذلك على خلفية تسلل مقاتلين تابعين لـ«جيش الإسلام» على الأطراف الشرقية للحجر الأسود. في السياق، قال مصدر محلي لـ«الأخبار» إن تلك المنطقة «لا تزال تشهد اشتباكات عنيفة بين داعش والفصائل المسلّحة الأخرى»، مؤكداً سقوط «عشرات القتلى والجرحى من الطرفين».
يقول مصدر عسكري لـ«الأخبار»، ملخصاً حصيلة المشهد في جنوب العاصمة وشرقها إن «سلوك بعض الفصائل في جنوبي العاصمة وفي الغوطة الشرقية، يشير بوضوح إلى نيتهم فتح ساحات المعارك بين المنطقتين على بعضها البعض، واستثمار الظرف الجديد في مخيم اليرموك لهذا الغرض». ويؤكد المصدر أن «وحدات الجيش تواصل رصدها لتحركات المسلّحين في المنطقتين لمنع وقوع ذلك الهدف».
وفي مدينة حلب (شمالاً)، لا يزال محيط مبنى المخابرات الجوية من جهة مبنى الأيتام، في حي جمعية الزهراء، يشهد اشتباكات بين الجيش وبين مسلّحي «جبهة النصرة». وبالرغم من انخفاض وتيرة الاشتباكات عن اليومين الماضيين، استمر سقوط قذائف الهاون والقذائف الصاروخية على أحياء الخالدية وشارع تشرين وجمعية الزهراء، ما أدى إلى استشهاد 4 مدنيين.
إلى ذلك، صد الجيش هجومين منفصلين لمسلّحي المدينة القديمة على مواقعه من جهتي باب النصر وباب الحديد.
وفي درعا، جنوباً، دارت اشتباكات بين «جبهة النصرة» و«لواء توحيد الجنوب» على أطراف بلدة الكحيل، في الريف الشرقي لدرعا، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من مسلّحي الطرفين. كذلك، صد الجيش هجومين متتالين للمسلّحين على بلدة الصمدانية شرقي درعا، موقعاً العديد من القتلى والجرحى في صفوفهم.
وفي الرقة، سيطرت «الوحدات الكردية» على عدد من القرى في ريف المحافظة من جهة عين العرب (كوباني)، بالقرب من معمل لافاج للأسمنت، ليبلغ عدد القرى التي سيطرت عليها «الوحدات» سبع خلال يومين، وقد جاء ذلك بعد سلسلة اشتباكات عنيفة استخدم فيها «داعش» المفخخات بنحو كثيف، وأدت إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى في الطرفين، بينهم أمير «داعش» في منطقة عين عيسى، المدعو أبو حفص العراقي.