في ظل توقف تام في حركة النزوح المدني من مخيم اليرموك على خلفية اشتداد المعارك في داخله وبمحيطه الأقرب، أعلن تنظيم «أكناف بيت المقدس»، المحسوب على «حماس»، البدء بعملية «على الحق ظاهرين» بهدف «تحرير المخيم من مقاتلي تنظيم الدولة». غير أنه لم يكن لشارة البدء بالمعركة أن تنطلق يوم أمس بعد مستجدات الحجر الأسود التي تجسَّدت بدخول قواتٍ من «جيش الإسلام» إلى حيّ الزين، الفاصل بين الحجر الأسود وبلدة يلدا في جنوب دمشق؛ حيث كان التنظيم قد شكَّل أول من أمس «غرفة عمليات نصرة مخيم اليرموك»، معتمداً على عدد من الفصائل الصغيرة في «الجيش الحر»، وبشكل خاص على بعض المقاتلين المنشقين عن «لواء شام الرسول».
وكان «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام»، قد أصدر يوم أمس بياناً أعلن فيه «استئناف عملياته في جنوب دمشق ضد الفئة الخارجة الباغية المخترقة الموسومة بداعش - كلاب أهل النار- بعد أن جاوزوا بعدوانهم وإجرامهم كل حد»، مؤكداً على اعتبار «كل مقرات وعناصر داعش في جنوب دمشق هدفاً مشروعاً لمجاهدينا، ولن يسلم من نيران أسلحتنا إلا من سلم نفسه وسلاحه للمجاهدين ليخضع لحكم الله ورسوله». «الدخول إلى حي الزين لا يعني السيطرة الكاملة على الحي»، يقول مصدر عسكري معارض. ويضيف في حديث لـ«الأخبار»: «حتى الآن، تحول الحي إلى نقطة اشتباك بين القوات التي دخلت إليه وداعش، مع ميلان كفة المعارك لصالح جيش الإسلام وحلفائه». وفي وقت اشتغلت فيه الصفحات الإعلامية التابعة لـ«داعش» على ترويج سيطرة التنظيم على أجزاء من بساتين بلدات يلدا وببيلا، نفى المصدر ذاته «أي كلامٍ يتحدث عن سيطرة داعش على مناطق تتعدى دوار فلسطين في المخيم». ومع انتقال مركز ثقل المعارك إلى حي الزين في الحجر الأسود، علمت «الأخبار» من مصادر محلية سحب تنظيم «داعش» أكثر من ربع عناصره الموجودين في اليرموك إلى الحجر الأسود، وهو ما يعني أن التنظيم بات محكوماً خلال الأيام القادمة بالقتال على جبهتين: جبهة الحجر الأسود ضد مقاتلي زهران علوش (جيش الاسلام)، وجبهة اليرموك ضد مروحة واسعة من الفصائل المسلحة. إلى ذلك، أعلن مبعوث السلطة الفلسطينية إلى دمشق، أحمد مجدلاني، أن «حل الأزمة (اليرموك) لم يعد قراراً فلسطينياً، بل قرار دمشق»، مؤكداً في حديثٍ صحافيٍ عقده يوم أمس أن منظمة التحرير الفلسطينية «لم تعد جانباً يقرر.

دخول قوات من
«جيش الإسلام» إلى حيّ الزين الفاصل بين الحجر الأسود ويلدا

الدولة السورية ومن معها من حلفائها، بما في ذلك المنظمة هم الذين يقررون لأن ما يجري الآن يمس أمن دمشق، وبالتالي إذا قررت التدخل فلن تستأذن من منظمة التحرير».
ميدانياً، أحبطت وحدات الجيش السوري إحدى محاولات المعارضة المسلحة للتسلل نحو جسر زملكا في الغوطة الشرقية، وأخرى باتجاه جبهة جوبر من دوار المناشر، ما أسفر عن مقتل أكثر من 12 مسلحاً وإصابة العشرات، في وقتٍ سقطت فيه ست قذائف هاون على بناء الشركة الخماسية في حي القابون، ما أدى إلى أضرارٍ مادية كبيرة.
في موازاة ذلك، وفي تسعير جديد للجبهة داخل مدينة حلب، صدّ الجيش السوري مساء أمس هجوماً عنيفاً للمجموعات المسلحة في حيّ جمعية الزهراء باتجاه مبنى المخابرات الجوية غرب حلب. وساند الجيش في دفاعه عن نقاطه الطائرات الحربية التي استهدفت تجمعات المسلحين في محيط مبنى «الجوية»، موقعة العشرات بين قتيل وجريح، فيما قتل عدد آخر من المسلحين في استهداف دبابة لهم على طريق الكاستيلو شمالي المدينة.
الهجوم ترافق مع تفجير نفق في المنطقة الواقعة بين مبنى الميتم ومبنى المخابرات الجوية (شبه المدمّر والخالي من الجنود بعد تفجير نفق تحته سابقاً)، وهي أرض خالية من الأبنية، في ظل اشتباكات متقطعة بين الجيش والمسلحين في محيط المبنى بعد فشل الهجوم.
في سياق آخر، استهدف مقاتلو «داعش» بالصواريخ الثقيلة تجمعات «الجبهة الشامية» في قرية أم حوش في محيط مدينة مارع في ريف الشمالي للمحافظة، في وقت نجحت فيه «وحدات حماية الشعب» الكردية بالسيطرة على قريتي كوجك متي الفوقاني وكوجك متي التحتاني وتلتين وثلاثة مقالع للحجارة بعد اشتباكات مع «داعش»، أدت إلى مقتل وجرح عدد من مسلحيه فضلاً عن خسائر مادية فادحة.
وفي محافظة دير الزور، قتل وجرح العشرات من مقاتلي تنظيم «داعش» في مدينة الميادين، خلال هجومٍ مسلح نفذه «مجهولون» على سجن «الهيئة التنفيذية» التابع للتنظيم، فيما علمت «الأخبار» أن منفذي الهجوم هم عددٌ من أهالي المعتقلين في السجن، والذين «نظموا ونسقوا تحركاتهم بهدف إخراج بعض أبنائهم الذين كانوا ينتظرون تنفيذ أحكاماً بالإعدام أو الجلد»، وفيما استطاع العشرات من المعتقلين الهروب من السجن، كثَّف التنظيم من حضوره الأمني في المدينة لا سيما بعد هجوم مسلحين يطلقون على أنفسهم اسم «الفتح المبين» على مقرات التنظيم في أحياء مسبق الصنع والثانوية الصناعية والمشفى الميداني، موقعين العشرات من مقاتلي «داعش» بين قتيلٍ وجريح، في وقتٍ اندلعت فيه اشتباكات واسعة بين الجيش السوري والتنظيم في حي الجبيلة بالمحافظة، ما أسفر عن خسائر فادحة في صفوفه.