يخطط العراق لفصل الخام الثقيل الذي ينتجه من حقوله النفطية في جنوب البلاد عن خامه الرئيسي، في خطوة قد تقلل مشاكل الجودة التي تؤثر سلباً بصادراته، لكنها تطرح تحديات على صعيد إنشاء البنية التحتية اللازمة، وحصوله على السعر المناسب.لا يملك ثاني أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» سوى خيارات قليلة، إذ إن مساعيه الرامية إلى تعزيز الإنتاج دفعته إلى التنقيب عن خام أثقل وخلطه مع خام البصرة الخفيف، ما أدى إلى ارتفاع إنتاج العراق النفطي العام الماضي إلى مستوى قياسي بلغ 3.15 ملايين برميل يومياً. في السياق، أشار مسؤولون عراقيون إلى أن الخام الثقيل سيُسعّر بأرخص من الخامات المنافسة، وأن منشأة في الميناء ستُخصص لفصل النفط الثقيل عن الخفيف، اعتباراً من شهر أيار المقبل.

وقال فيكتور شوم، الاستشاري لدى «آي.اتش.إس»، إن «فصل خام البصرة الثقيل سيكون عملياً في الأجل الطويل، إذ من المتوقع أن يزيد الإنتاج، وسيكون الإنتاج الجديد من الخام الثقيل». وقال مسؤول في شركة نفط الجنوب الحكومية إن العراق يخطط لشحن 350 ألف برميل من خام البصرة الثقيل يومياً في المتوسط، ما قد يمثل نحو 13% من حجم الصادرات الحالية الذي يراوح بين 2.6 مليون و2.7 مليون برميل يومياً. وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه إن معظم الإنتاج الجديد سيأتي من حقول ميسان النفطية، مضيفاً أن السعر لا يزال محل نقاش، لكنه سيكون أرخص من أسعار المصدرين الخليجيين.
وقال مصدر تجاري مطلع إنّ من المتوقع أن تعلن شركة تسويق النفط العراقية الحكومية «سومو» سعر البيع الرسمي لخام البصرة الثقيل يوم غد الأحد، أي حين تصدر أسعار شحنات شهر أيار، حين تخصص الشركة إحدى منشآتها لتصدير خام البصرة الثقيل. وأشارت الشركة إلى أنها قد تضخ إمدادات تراوح بين 450 ألفاً و800 ألف برميل يومياً من الخام الذي ستقل درجة كثافته عن 24 درجة بمقياس معهد البترول الأميركي.
وقال تجار إن فصل خام البصرة الثقيل عن الخفيف سيعزز ثقة المشترين في الجودة، وربما أيضاً توفير الوقت المستهلك في انتظار وصول الخامات المختلفة إلى المرافئ لمزجها، ما يسبب تأخيرات مكلفة في عملية تحميل السفن. وفي السياق نفسه، قال توشار بانسال، من شركة «إف.جي.إي» للخدمات الاستشارية، إن «سومو» تريد ألا تضطر إلى عرض خصومات إضافية على مشتري خام البصرة الخفيف، إن لم يكن مطابقاً للمواصفات، مشيراً إلى «مطالبة قوية من المشترين بفصل الخامات، كي يتسنى لهم وضع خططهم الخاصة بمعالجة الخام بشكل سليم وفقاً للكثافة المتوقعة بمقياس معهد البترول الأميركي». وكان تجار نفط قد أشاروا إلى أن احتواء خام البصرة الثقيل على نسبة عالية من الكبريت تقترب من 4% وانخفاض كثافته من شأنه أن يحصر مشتريه بالولايات المتحدة والهند والصين.
فصل الخامات سيضع خام البصرة الثقيل في منافسة مع خام سوروش الإيراني وخامات اخرى من الإكوادور وكولومبيا، بحسب تاجر صيني. غير أن بعض المشترين الآسيويين يشعرون أيضاً بالقلق من أن يؤدي الطلب على خام البصرة الخفيف إلى تكدس الموانئ العراقية ورفع الأسعار. غير أن مصدراً في شركة آسيوية تعمل في العراق قال إن من المستبعد أن تتراجع «سومو» عن خططها (فصل الخامات) مع زيادة الإنتاج، مضيفاً أن «السؤال الحقيقي هو إلى أي مدى يمكننا الضغط على منشآت التصدير». وتوقع المصدر أن يزيد إنتاج خام البصرة الثقيل بمقدار مليوني برميل يومياً في الأجل الطويل، علماً أن صادرات النفط من مرافئ جنوب العراق قد بلغت ذروتها في كانون الأول الماضي بوصولها إلى 2.76 مليون برميل يومياً.
(رويترز)