أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، موقفه الواضح حيال الانتقادات الموجهة إلى قوات «الحشد الشعبي»، في وقت من غير المعروف فيه موقفه من مسألة المشاركة الفعلية لتلك القوات في معارك الأنبار ونينوى.وقال رئيس الوزراء العراقي، القائد العام للقوات المسلحة، إن «المقاتلين من أبطال الحشد الشعبي ليسوا في موضع اتهام، وإنما من يوضع في موضع اتهام هو من ساعد وساند وسكت وأوجد المبررات لجرائم داعش». ورأى العبادي، خلال ترؤسه اجتماعاً لمجموعة من قيادات وألوية «الحشد الشعبي»، أنّ «البعض يحزن للتلاحم البطولي بين أبناء الشعب العراقي وقواته الامنية، ويحاول جاهداً العمل على التشكيك فيه»، مضيفاً أنّ «جميع القادة في الحشد يرفضون التجاوزات، وأنا أشك في أن الكثير منهم مدفوعون من قبل جهات».

وأشار إلى «وجود عصابات نهب لا شغل لها الا استغلال مثل هكذا ظروف، كما أن هناك مخططات لبعض الساسة لأنهم يخشون على سلطتهم، وقلت لهم إن هؤلاء (الحشد) لن ينازعوكم السلطة لأنهم جاؤوا للتضحية من أجل الوطن والقيم والمبادئ والمقدسات».
وفي سياق حديثه، لفت العبادي إلى «قرار مجلس الوزراء الأخير بدعم الحشد الشعبي واعتباره جزءاً من مؤسسات الدولة»، فيما توجه إلى المجتمعين بالقول: «نيابة عن الشعب، أقدم شكري لكم على ما قدمتوه لتحرير مدنكم وطرد الإرهاب».
مصادر: الساعات القليلة المقبلة ستشهد عملية اقتحام مدينة الفلوجة

ويأتي حديث العبادي بعد يوم واحد على إطلاقه، من الأنبار، عمليات استعادة مناطق المحافظة، في وقت يبدو فيه أنّ مدينة الفلوجة ستكون أول الأهداف الفعلية لتلك العمليات. ويجري ذلك وسط تنامي مخاوف من انفتاح المعارك على الأراضي السورية، نظراً إلى الترابط الجغرافي. وقد بدأت أولى الإشارات على ذلك في ظل إشارة تقارير إعلامية إلى توجيه تنظيم «داعش» مقاتلين تابعين له إلى الأنبار، في محاولة لتعزيز حضوره هناك.
وأمس، كشفت مجموعات «الحشد الشعبي» في قضاء الكرمة أن الساعات القليلة المقبلة ستشهد عملية اقتحام مدينة الفلوجة، لافتة إلى أن القوات الأمنية تحاصر المدينة من جميع الجهات. وقال قائد «الحشد» في القضاء، العقيد جمعة فزع الجميلي، في حديث صحافي، إن «قوات الجيش والحشد الشعبي التابعة للواء 30 في قضاء الكرمة شرقي الفلوجة حاصروا الفلوجة وقواطع الكرمة أيضاً من جميع المحاور والجهات، استعداداً لاقتحامها خلال الساعات القليلة المقبلة، بعد قطع طرق النقل والتمويل».
وأضاف الجميلي أن «ما يؤخر عملية اقتحام مركز قضاء كرمة الفلوجة هو عملية تفكيك العبوات الناسفة وأعمدة الكهرباء التي فخّخها التنظيم»، مشيراً الى أن «التعزيزات العسكرية وصلت بالكامل إلى الكرمة ومحيط الفلوجة من جهة موقع المزرعة والجسر الياباني في ناحية الصقلاوية، وننتظر الأمر الأخير من القيادات الأمنية العليا لبدء معركة الاقتحام».
في هذا الوقت، أبدى أمين عام «عصائب أهل الحق»، قيس الخزعلي، الاستعداد لقتال تنظيم «داعش» في محافظة الانبار في حال طلبت الدولة العراقية منه ذلك، مشترطاً في الوقت نفسه عدم اشتراك «التحالف الدولي».
وقال الخزعلي، في تصريحات صحافية، إن «الحركة لن تذهب لقتال داعش إذا لم يكن هناك طلب حقيقي بموافقة الدولة العراقية»، مشيراً إلى أننا «مستعدون لقتال داعش في الأنبار متى ما وجدت حاجة وضرورة تعتمد على تقارير قيادة العمليات والقائد العام للقوات المسلحة، بشرط عدم تدخل قوات التحالف». وأضاف الخزعلي أن «الجيش العراقي في تطور مستمر»، معرباً عن أمله «في قدرة أهالي الانبار مع الجيش والشرطة العراقية على تحرير المحافظة من داعش الارهابي».
وأشار الخزعلي الى أن «البعض حاول تشويه الانتصارات التي حققها الحشد الشعبي في صلاح الدين، التي عبّرت عن الوحدة الوطنية بين أبناء المحافظة وأبناء المحافظات الجنوبية ضد العدو»، لافتاً الى أن «الانتصارات التي حققت في صلاح الدين أحرجت القيادات والإدارة السياسية الأميركية عندما تحدثت بأن العراق يحتاج الى سنوات لتحرير مناطقه».
وتوقع أمس نائب رئيس الوزراء، بهاء الأعرجي، أن تحقق القوات العراقية «نصراً أسهل وأسرع» على تنظيم «داعش» في محافظة الانبار، مقارنة بما تحقق قبل ذلك في مدينة تكريت في محافظة صلاح الدين.
وقال الأعرجي، في بيان، إن «معارك تحرير محافظة الأنبار ستكون أسهل وأسرع من معارك تحرير محافظة صلاح الدين»، مرجعاً ذلك إلى «ارتفاع معنويات مُقاتلي المؤسسة العسكرية بعد الانتصارات الباهرة التي تحققت، على عكس ما تمر به عصابات الإرهاب الداعشية من أزمة نفسية». كذلك أشار إلى «وجود تعاون حقيقي وكبير من قبل عشائر محافظة الأنبار وأبنائها، ومنها الخبرة التي تمتعت بها المؤسسة العسكرية في حرب المُدن، وهذا ما حدث خلال تحرير مُحافظتي ديالى وصلاح الدين، إضافة إلى الدعم المُتواصل من قبل أبناء الشعب العراقي بكافة مرجعياته لقواتنا البطلة».
(الأخبار)




بايدن متفائل إزاء ما حقّقه العراقيون

رأى نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، أن تنظيم "داعش" كان السبب في توحّد القادة العراقيين في معركة مشتركة، منذ أعلن التنظيم إقامة "خلافة" في شمالي العراق الصيف الماضي.
وأبدى بايدن تقييماً متفائلاً لما حققه العراق من مكاسب في مكافحة التنظيم المتطرف، في كلمة ألقاها في "جامعة الدفاع الوطني" قبل اجتماع سيعقد في البيت الأبيض الأسبوع المقبل بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.
وقال بايدن، مستخدماً اختصار الاسم القديم للتنظيم، إنّ "زخم داعش في العراق توقف وفي كثير من الأماكن انحسر". واستدرك بقوله: "تنتظرنا معركة طويلة"، لكن هالة "المنعة" التي تحيط بالتنظيم أضعفت.
وأشاد بايدن بالقادة العراقيين على توافقهم لتشكيل حكومة تشمل جميع الفئات والاتفاق على خطة لتقاسم عائدات النفط وحشد آلاف المقاتلين لمحاربة تنظيم "داعش". وقال إن قوات الحكومة العراقية حققت مكاسب كبيرة في ساحة المعارك بدعم من الضربات الجوية لـ"التحالف الدولي" الذي تقوده الولايات المتحدة.
وحثّ بايدن القادة العراقييين على مواصلة التوافق في مواجهة الانقسامات الطائفية المعقدة والاقتتال المرير. وقال إنّ "الأمر صعب. الأمر صعب. لكن بوسعهم التغلب عليه".
(رويترز)