«لا يوجد أي تعارض بين مكافحة الإرهاب والحوار السياسي الجاري للتوافق حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بليبيا، باعتبار أنَّ الأمرين متوازيان»، حسبما قال وزير الخارجية المصري سامح شكري في اجتماع ثلاثي حول الحرب في ليبيا عُقد في روما يوم أول من أمس، ضم وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني إلى نظيره الجزائري عبد القادر مساهل وشكري الذي أبدى «دعم مصر للبرلمان والحكومة الشرعية في ليبيا، وأهمية الحوار الجاري بين الأطراف الليبية للوصول إلى حكومة وحدة وطنية».
ولفت شكري خلال الاجتماع، بحسب بيان للخارجية المصرية، إلى «أهمية مكافحة الإرهاب باعتباره أمراً ضرورياً، بالتوازي مع دعم الحوار السياسي الذي يقوده المبعوث الأممي برناردينو ليون». ومنذ أيلول الماضي، تقود الأمم المتحدة، ممثلة برئيس بعثتها في ليبيا برناردينو ليون، جهوداً لحل الأزمة الليبية الأمنية والسياسية، حيث عُقدت جولة حوار أولى في مدينة «غدامس» غرب ليبيا، تلتها جولة أخرى في جنيف، ثم في مدينة الصخيرات المغربية. وكانت جولة حوار بين شخصيات ليبية، عُقدت في الجزائر منذ نحو أسبوعين، قد توّجت بالتوافق على وثيقة من 11 نقطة، تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار والتمسك بحل سياسي للأزمة يبدأ بحكومة توافقية من الكفاءات. وكان وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني قد قال في مؤتمر صحافي مشترك في ختام اجتماع ثلاثي حول الأزمة الليبية يوم أول من أمس الأربعاء إن بلاده ومصر والجزائر على استعداد لدعم جهود الليبيين في «مكافحة الإرهاب وإعادة الإعمار»، لافتاً أن «حل الأزمة الليبية يجب أن يكون على أيدي الليبيين».
وفي سياق متصل، أشاد وزير الخارجية الاميركي جون كيري يوم أول من أمس الأربعاء، خلال استقباله نظيره الجزائري رمطان لعمامرة، بدور الجزائر في مجال الأمن الإقليمي «ولا سيما جهودها لإحلال السلام في مالي وليبيا». وقال كيري ان «التعاون في المجال الأمني هو حجر الزاوية في العلاقة بين الولايات المتحدة والجزائر»، إذ شهدت العلاقة بينهما تقارباً في السنوات الأخيرة. ورد لعمامرة على كيري بالقول انه «في مسألة الإرهاب، فإن نوعية تعاوننا وفعاليته كانتا مبعثاً للرضى». وجاء لقاء الوزيرين في اطار الحوار السنوي «الاستراتيجي» بين الولايات المتحدة والجزائر، والذي يشكل مناسبة للتباحث في النزاعات الإقليمية و"مكافحة الإرهاب". وأكد كيري في المناسبة أن «الولايات المتحدة ترحب بمشروع الجزائر استضافة قمة دولية هذا الصيف حول مسألة مكافحة التشدد»، وذلك بعد القمة التي استضافها البيت الأبيض في شباط حول «مكافحة الإرهاب»؛ كما هنأ كيري نظيره الجزائري على «جهود الوساطة للتوصل الى اتفاق سلام في مالي».

(الأناضول، أ ف ب)