تتالى دعوات «الهيئة العليا» المعارضة لعقد اجتماع لـ«أصدقاء سوريا»، فيما يبدو أنه محاولة لتعويض خيبة الأمل من تعاظم دور موسكو الذي فرضه التدخل العسكري وأرساه التفاهم مع واشنطن حول اتفاق «الهدنة». موسكو حملت ملف «أحرار الشام» و«جيش الإسلام» إلى مجلس الأمن، ساعية لضمهما إلى قائمة «الإرهاب الدولي»، وهما المحتكران للتمثيل السياسي للفصائل الإسلامية في الميدان، والقوة الضاربة لمحور أنقرة ـــ الرياض. كذلك، أعلنت موسكو عن موعد لجولة المباحثات المقبلة، على لسان نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، الذي أوضح أن من المرجح أن تُستأنف المحادثات السورية في جنيف في العاشر من أيار المقبل، مشيراً خلال مؤتمر صحافي إلى رغبة موسكو في أن تجري «المفاوضات بسرعة أكثر، وأن تكون شاملة، حتى يشارك فيها الجميع، للتوصل إلى اتفاق في أسرع وقت». من جهتها، أشارت متحدثة باسم المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا إلى أنه لم يتم تحديد موعد بعد للجولة المقبلة من المباحثات.
ونقلت وكالة «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن دي ميستورا يتحدث بشكل نظري عن الرابع عشر والخامس عشر من أيار، كموعد لبدء الجولة المقبلة، موضحاً أن الأخير ما زال يهدف إلى عقد اجتماع وزاري للقوى الكبرى والإقليمية تحت لواء المجموعة الدولية لدعم سوريا.
ورأت «الهيئة العليا» أن تحديد موعد الجولة القادمة يرجع إلى الأمم المتحدة، موضحة أنها لن تشارك في المحادثات إلى أن تنفذ مطالبها. ودعا المنسق العام لـ«الهيئة»، رياض حجاب، «مجموعة أصدقاء سوريا» إلى عقد اجتماع استثنائي في العاصمة الفرنسية باريس «لاحتواء التصعيد العسكري لنظام بشار الأسد وحلفائه».
على صعيد آخر، أشاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالتعاون القائم بين موسكو وواشنطن في سوريا. وقال إن «واشنطن أظهرت واقعية في التعامل مع الأزمة السورية، ما سمح برئاسة مشتركة لمجموعة الدعم الدولية لسوريا وإقامة خطوط اتصال مباشرة بين العسكريين الروس والأميركيين»، داعياً إلى «منح شعوب منطقة الشرق الأوسط الحق في تقرير مصيرها بنفسها... والتخلي عن استخدام الجماعات الإرهابية من أجل تحقيق أهداف سياسية». وفي السياق، أعلن السفير الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، في بيان، أن بلاده طلبت من «لجنة مكافحة الإرهاب» في مجلس الأمن أن تدرج فصيلي «أحرار الشام» و«جيش الإسلام» ضمن لائحتها للمنظمات الإرهابية. وأكد أنه رفع هذا الطلب «لأن هاتين المجموعتين مرتبطتان ارتباطاً وثيقاً بالمنظمات الإرهابية، لا سيما منها تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة (جبهة النصرة) اللذين يزودانهما بالدعم اللوجستي والعسكري».