صنعاء | فيما يستمرّ القصف الجوي باستهداف مواقع عسكرية ومنشآت مدنية إلى جانب المنازل والمدارس والأحياء السكنية، بدأ بنك أهداف العدوان بالنفاد، بالتزامن مع خسارة المجموعات المسلحة التي يراهن عليها في الجنوب لمساحات واسعة أمام الجيش و«اللجان الشعبية» التابعة لجماعة «أنصار الله».
ونفذت طائرات التحالف مساء أول من أمس، إنزالاً جوياً في منطقة الضالع الجنوبية، لدعم المسلحين الداعمين لهادي بأسلحة متنوعة، شملت رشاشات حديثة وقاذفات صواريخ مضادة للدروع، وغيرها من الآليات، بحسب مصادر محلية، وذلك في ثاني إنزال معلن بعد إنزال جرى قبل أيام في عدن.
وفيما يستمر القصف على معسكرات الجيش في صنعاء مركزاً على استهداف قرى ومصالح مدنية في صعدة خصوصاً، ظهر تطور جديد يوم أمس، حيث استهدفت الطائرات جسر عقان، وهو جسر حيوي في محافظة لحج (جنوب) وجسر السياني الذي يصل بين تعز وإب. وبرر المتحدث الرسمي باسم العدوان، أحمد العسيري، قصف الجسور بالرغبة في تحييدها وإبعادها عن استخدام «أنصار الله». وقصف الطيران لأول مرة على منطقة البرح في محافظة تعز. وبحسب مصدر محلي إن هذه المنطقة لا يوجد فيها أي منشآت عسكرية، ولا تدخل في نطاق نفوذ «أنصار الله».
افتتحت جبهة
جديدة لمواجهة «أنصار الله» في تعز

وكان الجيش و«أنصار الله» قد تمكنا من تطهير منطقة المعلا في مدينة عدن، أول من أمس، بحسب تأكيد المتحدث الرسمي باسم الجماعة، محمد عبد السلام. وأكدت مصادر محلية أن بوارج العدوان الراسية في خليج عدن قصفت، يوم أمس، مناطق وأحياء سكنية في محافظة عدن بـ 15 صاروخاً، بعدما فشل مسلحوها في إنجاز أي تقدم رغم تزويدها بالعتاد عبر الإنزال. وأضافت المصادر أن القوات المسلحة والأمن مسنودين بـ«اللجان الشعبية» التابعة للجماعة، واصلوا تقدمهم في تأمين مناطق وأحياء جديدة في مدينة عدن من عناصر «القاعدة» وأنصار هادي، في إشارة إلى تقدمهم باتجاه المنصورة والقلوعة حيث يتحصن التكفيريون.
ونقلت وكالة «سبأ» عن مصدر عسكري قوله إن مديرية المعلا في عدن بعد السيطرة عليها، «لا تزال تشهد أوضاعاً إنسانية صعبة جراء تحصين مسلحي هادي وعناصر القاعدة في المنازل وتهديد سكانها بالتصفية في حال رفضهم مدّهم بالمؤن لاستمرار عملياتهم التخريبية ضد الوطن». وأكد المصدر أن قوات الجيش واللجان الشعبية تمكنت، يوم أمس، من تحقيق إنجازات نوعية ضد عناصر التطرف والإرهاب من تنظيم «القاعدة» في محافظات عدة. واستطرد المصدر العسكري قائلاً: «قوات الجيش والأمن واللجان الشعبية كبدت عناصر الإرهاب خسائر فادحة في الارواح والمعدات، بعد مباغتتها في المواقع المتمركزة فيها في محافظتي أبين وشبوة، مشيرةً إلى أنه جرى السيطرة على عدة مواقع وتحقيق تقدم كبير في المحافظتين».
ويبدو أن جبهات داخلية جديدة لمواجهة الجيش و«أنصار الله» بدأت تُفتح. فبالإضافة إلى جبهة مأرب وحضرموت، شهدت منطقة الوازعية في محافظة تعز مواجهات بين الجيش و«اللجان الشعبية» من جهة، وبين عناصر من تنظيم «القاعدة» من جهة أخرى. وكان القيادي في حزب «الإصلاح» (إخوان مسلمون)، حمود المخلافي، قد أعلن أول من أمس استعداده لفتح جبهة لمواجهة «أنصار الله» في محافظة تعز التي تسمّيها الجماعة قلب الثورة ويتجنبون الاحتكاك بأهلها باعتبارهم مجتمعاً مسالماً ومثقفاً ولا يحمل السلاح.
وفي السياق نفسه، أكد عبد السلام في تصريحات صحافية يوم أمس، أن التحالف السعودي بعد إخفاقه في مدينة عدن حاول أن يفتح جبهة أخرى للمرتزقة ‏وعناصر «القاعدة»، عبر محاولة قطع طريق (لودرـ زنجبارـ عدن) فتمّ طردهم من الطريق بالكامل وقد سقط في صفوفهم عدد كبير من القتلى، وأُسر 15 عنصراً. وأعلن المتحدث باسم «انصار الله»، الذي أشاد بقيادات وأفراد الجيش واللجان في محافظة شبوة (جنوب)، «تقدم الجيش والأمن واللجان الشعبية بمساندة القبائل إلى منطقة الصفراء وآل اسحق في ‏مرخة»‏، وهو ما يعتبره مراقبون تفسيراً لفقدان التوازن الذي يطغى على أداء المقاتلات التابعة للعدوان التي كثفت غاراتها على قرى ومدن بشكلٍ جنوني حتى وصل بالعدوان إلى حدّ استهداف مدارس ومنازل وجسور.
وقالت المصادر العسكرية إن طيران العدو شنّ ما يقارب 30 غارة جوية، استهدفت محافظات عدة أبرزها: صنعاء، عدن، الحُديدة وصعدة، وسقط جراءها العديد من الشهداء والجرحى بينهم أطفال ونساء. وكانت الغارات السعودية قد ارتكبت عدداً من المجازر إضافة إلى مجزرة المزرق ويريم وكتاف، حيث قصفت طائرات العدوان خلال اليومين الماضيين منزلين في قريبة بني مطر غربي صنعاء، استشهد على إثرها قاطنوها بالكامل، حيث سقط أول من أمس 12 شهيداً تحت أنقاض منزلهم. أما يوم أمس، فقد سقط 6 شهداء تحت أنقاض منزل آخر، بالإضافة إلى عشرات الشهداء والجرحى في مناطق متفرقة في صعدة والحُديدة وحجة.
وفي جرائم حرب ضد الانسانية بدأت طائرات العدوان السعودي بقصف مدارس مكتظة بالطلبة، حيث استهدفت أمس ثلاث مدارس، الأولى في محافظة إب وأخرى في صعدة والثالثة في حجة. وبحسب مصادر طبية، فقد استشهد طالبان وأصيب العشرات جراء قصف طيران العدوان السعودي لمدرسة الشهيد الرشيدي الأساسية في منطقة عزلة عينان في محافظة إب. ورأى وكيل وزارة التربية والتعليم، عبد الكريم الجنداري، الذي وصف هذا العمل بـ«الوحشي والجبان»، أنه استهداف خطير للمؤسسات التعليمية وطلاب المدارس، داعياً الجهات المعنية والمنظمات الدولية إلى «سرعة التحقيق في هذه الجريمة النكراء».
من جهته، أكد الأمين العام لمنظمة «ائتلاف التعليم للجميع» في اليمن، عاصم العلفي، أن العدوان السعودي اعتدى على ثلاث مدارس في محافظات إب وحجه وصعدة، استشهد وجرح على إثرها العديد من الأطفال». ولفت في حديثٍ إلى «الأخبار»، إلى أن استهداف المدارس يعتبر من الجرائم الجسيمه فى حق الإنسانية.
وفي ظل استمرار القصف على اليمن واستمرار توقف الدراسة في أكثر من مكان، يرى حقوقيون أن الهدف من قصف المدارس هو تأزيم الوضع عبر بث الرعب في نفوس الأهالي وإيقاف أطفالهم عن الذهاب إلى المدارس، وهو ما يعتقده العلفي «أمراً خطيراً على الطلاب أنفسهم». وأضاف العلفي أن ‏الاعتداء على المدارس يُعدّ من جرائم الحرب التى لا تسقط بالتقادم، كاشفاً أن هناك أكثر من 6 ملايين طالب وطالبة عالقون فى منازلهم منتظرين إيقاف الحرب لاستئناف الدراسة.