في أول زيارة للرئيس التونسي الباجي قائد السبسي خارج العالم العربي منذ توليه الرئاسة في كانون الأول 2014، زار باريس يوم أمس الثلاثاء، حيث اجتمع مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند الذي وعد بـ«تعاون مثالي» في المجالات الامنية والاقتصادية والثقافية مع الحكومة التونسية الجديدة؛ علماً بأن ملف الأمن تصدر جدول الأعمال، حيث تأتي الزيارة هذه بعد أسبوع من زيارة هولاند لتونس للمشاركة في مسيرة تضامن نُظمت عقب الاعتداء على متحف باردو في العاصمة التونسية الشهر الماضي.
«تونس لا تزال في بداية طريقها إلى الديمقراطية، والديمقراطية لا تُفرض من الخارج بل تمارَس»، قال السبسي، معتبراً أن بلاده «لا تزال في منتصف الطريق» في هذا المجال. وشدد السبسي على أن «مكافحة الإرهاب أصبحت ضرورة من أجل تحقيق التنمية في تونس»، قائلاً إن «هناك تطابقاً في وجهات النظر بين تونس وفرنسا بخصوص القضايا الإقليمية والدولية». ووفقاً لوزير الخارجية التونسي الطيب البكوش، هناك مفاوضات جارية مع فرنسا ودولة الامارات العربية المتحدة للحصول على اسلحة، في وقت تواجه فيه تونس انتشار جهاديين مسلحين عند حدودها مع الجزائر وتثير حالة الفوضى التي تشهدها جارتها ليبيا قلقها.
«فرنسا مسؤولة عن دعم تونس كي تحظى بالدعم (الأوروبي) الكامل لإنجاح تنميتها»، وهي ستكون «سفيرة تونس في أوروبا»، قال هولاند، معلناً تحويل مبلغ قدره 60 مليون يورو من الدين التونسي لتمويل مشاريع استثمارية في تونس. في الملف الأمني، أشار هولاند إلى «تبادل المعلومات الاستخبارية» مع الأجهزة الأمنية التونسية، وإلى تعزيز التعاون لضمان امن الحدود التونسية مع ليبيا التي تشهد حالة من الفوضى العارمة. ويرى المسؤولون التونسيون أن التعاون الأمني الذي وعدت به فرنسا مسألة أساسية (بالنسبة إلى الاقتصاد التونسي الهش المعتمد على السياحة)، علماً بأن الأخيرة تلقت ضربة قاسية بعد تراجع الحجوزات بـ60% عقب الهجوم على متحف باردو، وفقاً للنقابة الوطنية الفرنسية لوكالات السفر.
في تطورات الميدان، قال متحدث باسم الجيش التونسي يوم أمس الثلاثاء إن 4 جنود قتلوا‬ وأصيب عدد آخر في كمين نصبته مجموعة من المسلحين الإسلاميين لدورية عسكرية في بلدة سبيطلة التابعة لمحافظة القصرين شمالي البلاد، قرب الحدود الجزائرية. وقال مسؤول عسكري إن هجوم سبيطلة أتى بمثابة رد من «كتيبة عقبة بن نافع» على مقتل 9 من قيادات التنظيم في كمين (نصبته القوات النظامية) نهاية الشهر الماضي.

(رويترز، الأناضول، أ ف ب)