أصدر رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أمراً بملاحقة مرتكبي حالات التخريب التي تحدث في مدينة تكريت، شمال بغداد، التي تحررت يوم الثلاثاء من سيطرة «داعش»، بحسب ما نقل بيان رسمي أمس.وأعلنت منظمة العفو الدولية، أول من أمس، أنها تحقق في انتهاكات لحقوق الإنسان قد تكون ارتكبتها القوات العراقية وحلفاؤها أثناء الهجوم لاستعادة مدينة تكريت. واتهمت مصادر غير رسمية مقاتلين شاركوا في تحرير تكريت، بالوقوف وراء أحداث سلب وحرق لممتلكات المدنيين في المدينة.

ونقل بيان عن مكتب العبادي أن «رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي أصدر أوامر بالتصدي لحالات التخريب التي تمارسها عصابات تريد الإساءة إلى البطولات التي سطرها مقاتلو قواتنا البطلة والمتطوعون من الحشد الشعبي» في مدينة تكريت.
ودعا العبادي القوات الموجودة في تكريت إلى إلقاء القبض على كل شخص يقوم بمثل هذه الأعمال والحفاظ على الممتلكات والمنشآت في محافظة صلاح الدين، وفقاً للبيان. وطالب رئيس الوزراء بـ«توجيه الجهود الخدمية لإعادة الحياة للمحافظة وإعادة أهلها وتسليم أمنها للشرطة المحلية».
بدوره، شدّد المرجع الديني الكبير، السيد علي السيستاني، في «خطبة الجمعة» على حماية ممتلكات المدنيين في المناطق المحررة، في إشارة إلى تكريت ومناطق صلاح الدين المحررة.
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي، وهو ممثل المرجع السيستاني في «خطبة صلاة الجمعة» في كربلاء، إنّ «المطلوب من الحكومة العراقية والقوات المسلحة ومن يساندها من المتطوعين أن يهتموا اهتماماً بالغاً بحفظ وحراسة ممتلكات المواطنين في المناطق التي يتم تحريرها وأن لا يسمحوا لأي كان بالتعدي عليها».
وشدد على أن «هذا الأمر بالإضافة إلى كونه واجباً دينياً ووطنياً وأخلاقياً، له دور مهم في ترغيب من لم يقرروا بعد المشاركة في تحرير مناطقهم، بأن يقرروا المشاركة فيه وهذا مكسب مهم للجميع».
من جهة أخرى، اعتبر مسؤول عسكري أميركي، أول من أمس، انه بعد اعلان النصر في مدينة تكريت فإن العملية المهمة المقبلة للقوات العراقية ستكون على الارجح طرد مقاتلي تنظيم «داعش» من مدينة بيجي القريبة التي توجد فيها مصفاة نفطية. ومتحدثاً شرط عدم نشر اسمه، أبلغ المسؤول الكبير مجموعة صغيرة من الصحافيين «أظن أن تلك ستكون المناورة العسكرية المهمة المقبلة».
وشهر تشرين الثاني الماضي، تمكنت قوات الأمن العراقية تساندها جماعات محلية من كسر حصار استمر شهوراً حول مصفاة بيجي، كان قد أرغمها على وقف عملياتها. لكن المسؤول الأميركي قال إن أجزاء من المدينة ومحيطها يبقيان موضع صراع، وإنه جرى تحريك قوات عراقية من بيجي لدعم المعركة في تكريت. وأضاف قائلاً: «من أجل تنفيذ عملية تكريت، قامت قوات الأمن العراقية... بتخفيف الدفاع عن بيجي واستفاد تنظيم داعش وهو الآن يضغط عليهم. لكنهم متماسكون».
وبرغم أنّ استعادة تكريت قد يعطي بغداد قوة دافعة لمرحلة حيوية في الحملة وهي استعادة الموصل أكبر مدينة في شمال العراق، فإنّ المسؤول الأميركي جدد شكوك الولايات المتحدة في أنّ معركة الموصل قد تحدث قبل الخريف بالنظر إلى بداية شهر رمضان في منتصف شهر حزيران وحرارة الصيف الشديدة.
(أ ف ب، رويترز)