راية تنظيم «القاعدة» لم تمنع «الحكومة السورية المؤقتة» من الاحتفاء بـ«تحرير إدلب». «المؤقتة» أكّدت في بيان لها أمس أنّ «هذا الانتصار العظيم قدمه أبطال جيش الفتح باسم كل السوريين». وأنّ «أخوات إدلب الجريحات في شرق سوريا وغربها وفي جنوبها وشمالها ليشاركنها هذا الفرح العظيم وسيعلنّها عاصمة مؤقتة حتى تتحرر دمشق».
البيانُ الذي نُشر على الموقع الرسمي لـ«المؤقتة» قال إنّها «ستبدأ بالتوجيه لمديرياتها للعمل داخل مدينة إدلب، وللمجلس المحلي لمحافظة إدلب لبدء التنسيق مع الشركاء والفصائل المقاتلة والقوى الفاعلة لتكون مدينة إدلب مقراً لإدارة المناطق المحررة». كما أهاب البيان بـ«كل القوى المحافظة على الممتلكات الخاصة والعامة، والحفاظ على المؤسسات الحكومية والمرافق الخدمية وضمان استمرار عملها». وناشد «الثوار الأبطال أن لا يشتتوا جهودهم، وأن يتكاتفوا لجني انتصارات أخرى». المفارقةُ أنّ البيان دعا «أصدقاء سوريا» إلى حماية مناطق يُعتبر «تنظيم القاعدة في بلاد الشام ــ جبهة النصرة» من أقوى المجموعات المسيطرة عليها، من دون أن يشكل وضعُ التنظيم على قوائم الإرهاب أيّ مانعٍ من تلك الدعوة التي أخذت شكل «تحذير». ولم تجرّب «المؤقتة» مطالبة «النصرة» بالخروج من المدينة مثلاً، أو أي إجراء من هذا القبيل. وقال البيان في هذا الصدد إنّ «الحكومة السورية المؤقتة تحذر العالم أجمع وعلى رأسه أصدقاء الشعب السوري من أن يعيدوا الكرّة بإهمال هذا الانتصار الكبير (...) فلا بدّ من التحرك بجدّية لحماية المدنيين في المدينة وما حولها، بتوفير كل السبل لحماية المدينة وأرضها وسمائها». وجاء بيان «المؤقتة» مكملاً لمواقف «الائتلاف السوري المعارض»، الذي كان قد سبقها يوم السبت بـ«مباركة التحرير» الذي يُمثل «انتصاراً هامّاً على طريق تحرير كامل التراب السوري من نظام الأسد وأعوانه». وانتهز «الائتلاف» الفرصة للمطالبة من جديد بـ«إقامة مناطق آمنة لتوفير حماية نهائية وحاسمة من اعتداءات النظام باستخدام الطائرات والمروحيات والصواريخ»، كما أكّد على «ضرورة دعم فصائل الثورة السورية بكل ما تحتاج إليه للدفاع عن المدنيين».