قادت مصر والسعودية يوم أمس خلال اللقاءات التحضيرية للقمة العربية التي تفتتح صباح اليوم في مدينة شرم الشيخ، جهوداً دبلوماسية مكثفة لإقناع الدول الأعضاء في الجامعة العربية بدعم العمليات العسكرية في اليمن، وذلك عبر وزيري الخارجية، سامح شكري، وسعود الفيصل، إضافة إلى مندوب الرياض لدى الجامعة العربية، السفير أحمد القطان.وسعى وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إلى أداء دور كبير في تغيير مواقف العراق وسلطنة عمان والجزائر من التحركات العسكرية العربية، فعقد عدة لقاءات مع نظرائه من الدول الثلاث، لإقناعهم بالعدول عن موقفهم، والحصول على موافقتهم بتأييد العمليات العسكرية.

كذلك تحرك وزير الخارجية سعود الفيصل للهدف نفسه، فعقد بدوره اجتماعاً مغلقاً مع وزير الخارجية الجزائري، رمطان العمارمة، بالإضافة إلى وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، الذي أبدت بلاده مواقف متناقضة خلال وقت قصير.
ووصل الرئيس اليمني المستقيل، عبد ربه منصور هادي، إلى شرم الشيخ لحضور القمة، وكان في استقباله الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، حيث عقد الرئيسان جلسة مباحثات مغلقة سريعة تناولا خلالها آخر المستجدات.
بالتوازي، وبحسب مصادر سياسية تحدثت لـ«الأخبار»، فإن «الرئيس عبدالفتاح السيسي أجرى اتصالات ولقاءات مع القادة العسكريين للاطلاع على مدى جاهزية القوات والوحدات البرية للمشاركة في عملية برية مشتركة مع القوات السعودية والوقت الذي تستغرقه القوات في الوصول إلى اليمن، سواء من طريق البحر أو من خلال جسر جوي عسكري مع الرياض». وأكد مصدر أن «العمليات المشتركة ستكون بقيادة الجيش المصري حيث تعكف الأجهزة الاستخبارية على تحديد أولويات العمل خلال الساعات المقبلة، وسط انعقاد دائم للمجلس الأعلى للقوات المسلحة لدراسة الموقف عسكرياً وتقديره بشكل صحيح، على أن يكون التدخل البري مرهوناً بمدى استجابة الحوثيين لمطالب الدول العربية بضرورة الحوار غير المشروط والاعتراف بشرعية الرئيس اليمني».
ووفقاً لما يدور من أحاديث على هامش الحرب المعلنة في اليمن والدور المصري فيها، يبدو أنّ الجيش المصري بدأ بالاستعانة ببعض القادة والضباط العسكريين الذين شاركوا في «حرب اليمن» في عهد الرئيس الراحل، جمال عبد الناصر، للاستفادة من خبراتهم الميدانية بالأراضي اليمنية، على أن يجري الاستعداد لحرب طويلة الأمد ــ وهو أسوأ الاحتمالات العسكرية ــ مع تجهيز احتمالية التدخل البري في أي لحظة بناءً على قرار من القيادة السياسية.
وكثف السيسي من لقاءاته ومشاوراته مع القادة العرب بشأن التحرك العسكري في اليمن، خاصة مع الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، الذي أجرى اتصالاً طويلاً معه مساء أول من أمس، تناولا في خلاله العمليات العسكرية والأهداف التي يجب التركيز عليها خلال الساعات المقبلة. كذلك، ناقش السيسي في لقاء مغلق مع ملك البحرين، حمد بن عيسي التطورات العسكرية، والمشاركة البحرينية في العملية العسكرية.
وإلى جانب هذه اللقاءات الجانبية أمس، تتجه الأنظار اليوم نحو اللقاء الذي قد يجمع بين السيسي وأمير قطر، تميم بن حمد، في شرم الشيخ برعاية سعودية وبهدف غلق ملف الخلافات بين النظامين، المتواصلة منذ عزل الرئيس محمد مرسي صيف 2013، وهو الأمر الذي أشار إليه الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، في حديث صحافي أمس.