أوردت صحيفة «وول ستريت جورنال»، أمس، أنباء عن أن إسرائيل تجسّست على المفاوضات حول الملف النووي الإيراني بين طهران والقوى الكبرى، الأمر الذي نفته تل أبيب، على الفور، مؤكدة أن هذه المعلومات «غير صحيحة». وأفادت الصحيفة، نقلاً عن مسؤولين أميركيين سابقين وحاليين، بأن الهدف كان اختراق المحادثات لاعتراض أي مسودة اتفاق. وأشار هؤلاء إلى أنه اضافة إلى التنصت، حصلت إسرائيل على معلومات من اجتماعات أميركية سريّة مع مخبرين ودبلوماسيين، هي على اتصال بهم في أوروبا. واستناداً إلى «وول ستريت جورنال»، فإن ما أثار غضب البيت الأبيض، بشكل خاص، هو أن إسرائيل أطلعت أعضاءً في الكونغرس الأميركي على معلومات سرية، «على أمل نسف أي دعم للاتفاق الذي يهدف إلى منع إيران من حيازة سلاح نووي، من خلال معارضة عدد كبير من الجمهوريين لمثل هذا الاتفاق».

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي رفيع المستوى تعقيبه على الموضوع بالقول «أن تقوم الولايات المتحدة وإسرائيل بالتجسس على بعضهما شيء، وأن تسرق إسرائيل أسراراً أميركية وتكشف عنها لأعضاء في الكونغرس من أجل تقويض الدبلوماسية الأميركية شيء آخر تماماً».
ثار غضب البيت الأبيض لأن
إسرائيل أطلعت أعضاءً في الكونغرس على معلومات سرية

وقد كشفت وكالات الاستخبارات الأميركية، التي تتجسس على إسرائيل، العملية عندما رصدت محادثات هاتفية بين مسؤولين إسرائيليين، تضمنت تفاصيل يعتقد الأميركيون أن مصدرها لا يمكن أن يكون غير محادثات سريّة، بحسب الصحيفة.ورداً على ذلك، نفى مسؤولون إسرائيليون هذه التقارير، متهمين أطرافاً أخرى بأنها تقف وراء بثّ هذه التقارير بهدف تخريب العلاقات بين واشنطن وتل أبيب. وقد لقيت هذه التقارير اصداء على الساحة الإسرائيلية، إذ عقّب عليها الوزير المسؤول عن الملف النووي، يوفال شتاينتس، بالقول إنه «لا أساس لها من الصحة»، مؤكداً أن إسرائيل ترفض ذلك «جملة وتفصيلاً».
وتتعامل إسرائيل مع هذا الاتهام بحساسية بالغة، وخصوصاً في ضوء سابقة الجاسوس الإسرائيلي جوناثان بولارد، الذي ما زال يقبع في السجون الأميركية، منذ نحو 30 سنة.
وقد شدد شتاينتس الموجود في أوروبا، بهدف التأثير في مواقف الدول الأوروبية على طاولة المفاوضات النووية، على أن إسرائيل لا تتجسّس على حليفتها وتحديداً الولايات المتحدة، معتبراً أن «هذه المعلومات تهدف إلى المس بالتعاون بيننا وبين واشنطن، رغم الخلافات في القضية الإيرانية». مع ذلك، لم ينف شتاينتس حقيقة أن إسرائيل تملك معلومات عن هذه المحادثات، مدّعياً أنه لم يتم الحصول عليها من خلال التجسس.في الإطار ذاته، اعتبر وزير الأمن موشيه يعلون (الصورة) أن ما يتهمون به إسرائيل بالتجسس على الولايات المتحدة « مستحيل»، مؤكدا أنه «لا يوجد أي جهاز استخباري إسرائيلي يمارس التجسس ضد الأميركيين». كما أشار إلى أن هناك «أحدا ما لديه مصلحة، على ما يبدو، بإيجاد خلاف وإفساد العلاقات الاستراتيجية والأمنية والاستخبارية مع الولايات المتحدة». وانسحب النفي الإسرائيلي على مواقف وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، الذي ذكر أن لدى اسرائيل « مصادر في الجانب الثاني»، موضحاً «أننا لا ننشغل بالتجسس على الولايات المتحدة، لا بشكل مباشر ولا بشكل غير مباشر».
(الأخبار)