نشرت صحيفة «ذا غارديان» البريطانية تقريراً أوروبياً مسرّباً يحذّر من أن القدس المحتلة أصبحت على صفيح ساخن، بسبب «الاستقطاب والعنف»، اللذين وصلا إلى نقطة الذروة التي لم تشهدها المدينة، منذ نهاية الانتفاضة الثانية في عام 2005.
وبحسب التقرير الأوروبي، فإن القدس «تشهد أكثر الفترات انقساماً، منذ عام 1967، حين قامت القوات الإسرائيلية باحتلال الجزء الشرقي من المدينة». وقد دعا التقرير إلى تشديد العقوبات الأوروبية على الكيان الصهيوني، بسبب مواصلته بناء المستوطنات في المدينة، حيث ربط النشاط الاستيطاني بتأجيج الصراع. ويصف التقرير ظهور «دورة من العنف... تهدّد بشكل متصاعد قابلية استمرار حلّ الدولتين»، التي ذكر أنها تأثرت بمواصلة إسرائيل سياسة «ممنهجة» لبناء المستوطنات في «مناطق حساسة» في القدس.
كذلك، تحدث التقرير الأوروبي عن أسباب أخرى وراء تصاعد العنف، ومنها «عمليات اقتحام اليهود للحرم القدسي الشريف، إضافة إلى السياسة المتشددة التي ينتهجها الأمن الإسرائيلي مع الفلسطينيين، والإجراءات العقابية التي تمارسها إسرائيل في حقهم، ومن ضمنها إخلاء المنازل وتدميرها».

ونقلت «ذا غارديان» عن مصادر أوروبية جيدة الاطلاع قولها إن التقرير، الذي يخضع حالياً للنقاش في بروكسل، يعكس رغبة قوية لدى الحكومات الأوروبية في اتخاذ المزيد من التدابير ضد إسرائيل، رداً على مواصلة الأنشطة الاستيطانية، ويأتي في وقت تواجه فيه أوروبا «واقعاً جديداً» يتمثل ببروز حكومة جديدة لبنيامين نتنياهو، قد تكون أكثر يمينية.
إضافة إلى ذلك، ربطت الصحيفة التقرير الأوروبي بمؤشرات قوية صادرة عن الإدارة الأميركية، تشي بأنها تعيد النظر في نهجها نحو إسرائيل وعملية السلام في الشرق الأوسط، في أعقاب إمكانية إعادة انتخاب بنيامين نتنياهو رئيساً لوزراء إسرائيل.
وفي السياق، فقد ذكرت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية، نقلاً عن دبلوماسيين غربيين، احتمال دعم واشنطن لمشروع قرار في الأمم المتحدة، يدعو إسرائيل إلى قبول حلّ الدولتين.
ويعلّل التقرير موقف واشنطن ربطاً بتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، العلنية التي تراجع فيها عن قبوله حلّ الدولتين، إضافة إلى الوعود التي أطلقها بالمضي قدماً في بناء المستوطنات في المناطق الفلسطينية، قبيل إعادة انتخابه. وأشارت المجلة الأميركية إلى أن هذه التطورات «عمّقت التشاؤم من إمكانية نجاح الولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين».
وذكر تقرير «فورين بوليسي» أن واشنطن كانت قد أخبرت شركاءها، قبل أسابيع، أنها ستمنع أي تحرّك ضد إسرائيل في مجلس الأمن في حال فوز إسحق هرتسوغ في الانتخابات الإسرائيلية. لكنها في الوقت ذاته، أعربت عن رغبتها في إعادة النظر في إمكانية إمرار قرار أممي مماثل، في حال فوز نتنياهو وتشكيل حكومة تعارض محادثات السلام.
وفيما لم تقدم واشنطن بعد أي مقترح يتعلّق بهذا الموضوع، أفاد دبلوماسيون بأنها وضعت خطوطاً حمراء، من دون تحديد تاريخ لنتائج المحادثات السياسية.
وفي هذا السياق، قال دبلوماسي غربي إنه «إذا أبدت الحكومة (الإسرائيلية) الجديدة توجهات يمينية، فإن احتمال أن يحصل شيء في نيويورك وارد».
كذلك، لم تستبعد المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين باسكي، إمكانية أن تدعم الولايات المتحدة قراراً في الأمم المتحدة بشأن الفلسطينيين والإسرائيليين. وقالت: «نحن نقوّم موقفنا حالياً ولن نقرر مسبقاً بخصوص أي تحرك في الأمم المتحدة».
(الأخبار)