حلب | عند طلوع الفجر كان موعدنا. الوجهة بلدة حندرات التي سيطر عليها الجيش السوري بالكامل. من محيطها دفع الجيش الجماعات المسلحة من "جبهة النصرة" و"أحرار الشام" جنوباً، إلى منطقة السكن الشبابي، المطلة على منطقة هنانو. كان الحذر واضحاً على وجه مرافقنا، ينظر إلى تلة المضافة، والدخان يملأ الأفق في محيطها.
في كتيبة الدفاع الجوي توقفنا، مجموعة متأخرة من الجيش السوري تؤمن تغطية بعيدة لفصائل متقدمة إلى التلة. تتركز الاشتباكات في محيط تلة المضافة. كان لا بد للجيش، مدعوماً "بلجان الدفاع المحلية"، من استرجاع محيط التلة، ليضمن خطوط إمداده إلى حندرات، وشمالاً إلى باشكوي ودوير الزيتون. الجماعات المسلحة تستهدف وبكثافة كتيبة الدفاع الجوي. من الكتيبة تصدر تعليمات القصف لمقار المسلحين وتحركاتهم في محيط تلة المضافة. في الساعات الأولى لوصولنا، أكد أحد عناصر الجيش أن "عملية استرجاع تلة المضافة بدأت". وتابع: "العملية في مرحلتها الأولى لم تحقق المطلوب بالكامل". ولكن كان واضحاً أن الاشتباكات مستمرة، وفي ذروتها. عند وصولنا إلى حندرات البلدة، كان مشهد الاشتباكات أكثر وضوحاً. الجماعات المسلحة تتلقى ضربات الجيش من حندرات، الواقعة غرب التلة، ومن كتيبة الدفاع الجوي، شمال غرب التلة، إضافة إلى قصف مواقع المسلحين من الطرف الشرقي لتلة المضافة. من حندرات أيضاً نقف على بعد أمتار من السكن الشبابي. المسؤول في مرافقتنا أكد أن "الجميع ينتظر استرجاع محيط تلة المضافة كاملاً". السبب، بحسب المرافق، هو تحكم التلة في مخيم حندرات، ومنطقة البريج. التلة تمكّن من يحكم سيطرته عليها من أن يحكم المنطقة. لم تمض ساعة حتى أُعلنت تلة المضافة منطقة تحت سيطرة الجيش و"لجان الدفاع المحلية". السيطرة على التلة مكّنت الجيش من التقدم نحو مزارع حندرات، كما مكّنته من نقل المعارك إلى منطقة البريج جنوباً. وبهذا يكون الجيش و"لجان الدفاع المحلية" قد حاصرت مخيم حندرات من جهاته الثلاث، لتبقى الجبهة الجنوبية للمخيم مفتوحة على الشيخ مقصود في حلب، ومنطقة هنانو. كذلك فإن السيطرة على التلة تجعل مخيم حندرات بحكم الساقط بنيران الجيش السوري. فبعد سيطرة الجيش على حندرات وتلة المضافة، باتت الخيارات أمامه مفتوحة للتحرك غرباً الى الملاح، أو شمالاً نحو الريف. بعد إحكام سيطرته على تلة المضافة وضمان خطوط إمداده، بات تحرك الجيش أقل صعوبة نحو استكمال عمليتيه الهادفتين إلى إحكام الطوق على الأحياء الحلبية الخاضعة لسيطرة المسلحين، ولفك الحصار عن بلدتي نبّل والزهراء المحاصرتين منذ تموز 2012. مصدر ميداني أكد أن "أعداد قتلى المسلحين كانت بالعشرات، تم سحب جثث أكثر من عشرة مسلحين"، في حين اعترفت التنسيقيات بمقتل عدد من المسلحين في معركة استرجاع تلة المضافة كاملة، والتي كانت على مرحلتين.