بعد نحو أسبوع من انطلاق العملية العسكرية في محافظة صلاح الدين من دون مشاركة مباشرة من مقاتلات «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن، زار رئيس هيئة الاركان المشتركة في الجيش الاميركي، الجنرال مارتن ديمبسي، أمس بغداد حيث عقد سلسلة اجتماعات خرجت بتصريحات مرتبطة بدور الحكومة العراقية، وبقدرات الجيش، إضافة إلى الحديث عن الدور الإيراني في بلاد الرافدين، في وقت كانت فيه البشمركة الكردية تسابق قوات «الحشد الشعبي» في السيطرة على المناطق المتنازع عليها في محيط كركوك.
وتأتي زيارة المسؤول الأميركي الذي يعرف جيداً الجيش العراقي لمشاركته بين عامي 2005 و2007 ــ خلال فترة الاحتلال ــ في تدريبه وتجهيزه، في الوقت الذي تتقدم فيه القوات العراقية في محافظة صلاح الدين في محاولة لاستعادة السيطرة والوصول إلى مدينة تكريت.
البشمركة تسابق «الحشد الشعبي» في السيطرة على المناطق المتنازع عليها

وإذ سعى ديمبسي خلال زيارته أمس إلى تأكيد الدعم، العام، للهجوم المضاد الذي تنفذه بغداد، قائلاً في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الدفاع خالد العبيدي، إن «(داعش) سيهزم... وسيهزم بسبب التحالف الذي ينظم نفسه لمواجهة هذا التهديد المشترك»، إلا أنه طرح جملة من المسائل المرتبطة بمدى نجاح خطط «التحالف» في العراق على المدى الطويل. ورأى ديمبسي أنّه في المعطى العسكري، فإنّ الحملة ضد «داعش» تسير في الطريق الصحيح، لكنه ركّز في الوقت ذاته على أهمية تأمين الاستمرارية لـ«التحالف».
وقال المسؤول العسكري الأميركي بعد سلسلة لقاءات أجراها في بغداد: «لن يكون كافياً إلحاق الهزيمة بالتنظيم فقط في الداخل العراقي»، مشيراً إلى ضرورة الحفاظ على دور القوى العربية الإقليمية. وعبّر ديمبسي عن قلقه، إذ «سيكون صعباً تأمين الدعم للتحالف بشأن بقية التحديات» ما لم تنجح الحكومة العراقية في إيجاد أرضية مشتركة «للوحدة الوطنية». وقال، في وقت لاحق، «ينتابني بعض القلق إزاء صعوبة إبقاء التحالف للمضي في مواجهة التحدي... ما لم تضع الحكومة العراقية استراتيجية وحدة وطنية سبق أن التزمت بها». وتابع الجنرال الاميركي أنه «تلقى كل الضمانات» من المسؤولين العراقيين حول التزامهم بالتوافق مع «السنّة»، إلا أنه تساءل حول مدى «صدقية» هذه الالتزامات.
وعن الدور الإيراني الذي تتحدث عنه واشنطن في العراق، كان حديث ديمبسي واضحاً عندما قال إنّ ما يحاول معرفته هو إن كان تبني الدعم الإيراني في العراق مجرد تعامل ظرفي مع «التهديد الوجودي» الذي يفرضه التنظيم أو إن كان يشير إلى ارتباط بعيد الأمد.
وفي الجانب العسكري، قال ديمبسي «كنت واضحاً، هناك بعض القادة (العسكريين) الذين يجب استبدالهم»، مشيراً كذلك إلى النقص في التجنيد وفي التجهيز.
وجدد المسؤول الاميركي تأكيده الحاجة الى أن تكون الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي، منذ أشهر، «دقيقة للغاية» لتفادي «معاناة إضافية» للمدنيين الموجودين في مناطق سيطرة تنظيم «داعش»، ملمّحاً إلى احتمال استخدام الضربات بهدف حماية المواقع الأثرية التي تتعرض للتخريب على يد التنظيم.
أما في الجانب العراقي، فقد دافع وزير الدفاع خالد العبيدي عن اعتماد بغداد القوي على إيران التي قال إنها واحدة من حلفاء كثيرين. وأضاف أن إيران قدمت أغلب دعمها لـ«الحشد الشعبي». وقال العبيدي إن العراق في حالة حرب، وإن وضع الجيش العراقي في الفترة السابقة ليس سراً على أحد، وخاصة من حيث الاسلحة والمعدات العسكرية للجيش. وأوضح أنه حين يحتاج الجيش إلى شيء لدى إيران فإنه يستفيد منه، وكذلك الحال بالنسبة إلى الولايات المتحدة. وأضاف أن إيران تساعد أساساً «الحشد الشعبي» والقوى الشعبية في العراق.
بدوره، أشار رئيس الوزراء حيدر العبادي، بعيد لقائه ديمبسي، إلى «أهمية استمرار الدعم الدولي للعراق في مجالات التدريب والتسليح والطلعات الجوية». وكان رئيس الوزراء العراقي قد أكد في وقت سابق أمس أهمية «الهوية العراقية» في معركة تكريت، وذلك في كلمة وجهها الى العراقيين والمقاتلين. وقال «أوصيكم بصفتي القائد العام للقوات المسلحة وجندياً من جنود العراق... بأن تكون العزيمة عراقية... والهوية عراقية... والغيرة عراقية».
وتأتي زيارة ديمبسي إلى العراق في الوقت الذي تدور فيه معارك كبيرة الأهمية في محافظة صلاح الدين ولا تشارك فيها مقاتلات «التحالف الدولي»، وفي وقت يبدو، أيضاً، أن هناك سباقاً بين عدد من الأطراف، الداخلية والإقليمية، بشأن معركة استعادة مدينة الموصل.
وتزامن ذلك أيضاً مع مواصلة عملية مهمة في محافظة الأنبار، حيث أعلنت «قيادة عمليات بغداد»، أمس، استعادة السيطرة على أجزاء واسعة من ناحية الكرمة شرقي مدينة الفلوجة، في وقت أدت فيه إلى مقتل نائب قائد الفرقة الأولى، العميد الركن وضاح محمود خضير.
بالتوازي، بدأت قوات «البشمركة»، فجر أمس، هجوماً واسعاً على تنظيم «داعش» جنوب وغرب مدينة كركوك، فيما أعلنت قيادة «التحالف الدولي» أنها شنّت غارتين بين صباح الاحد وصباح أمس قرب كركوك، استهدفتا وحدة تكتيكية كبيرة للتنظيم وعربة ومخبأ.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)




تشيكيا تبيع العراق 15 مقاتلة

أعلنت الحكومة التشيكية، أمس، موافقتها على بيع العراق 15 طائرة تدريب وقتال من طراز «ال-159» بهدف مساعدة بغداد في التصدي لتنظيم «داعش».
وقال وزير الدفاع التشيكي، مارتن ستروبنيكي، للصحافيين، «15 طائرة، أربع منها كانت تابعة للقوات الجوية التشيكية وإحدى عشرة أخرى من الفائض». وأضاف أن «الثمن الاجمالي هو 750 مليون كرونة (27,5 مليون يورو)».
ويتصل العقد بـ13 طائرة ذات مقعد واحد وطائرتين بمقعدين، ويلحظ أيضاً تسليم معدات برية وقطع غيار وذخائر.
وقامت مجموعة «ايرو فودوشودي» بصنع 72 طائرة من هذا الطراز للجيش التشيكي خلال التسعينيات بما ينسجم مع معايير حلف شمال الاطلسي، وذلك بقيمة 51 مليار كرونة (1,83 مليار يورو). لكن الجيش لم يحتفظ سوى بثلاثين طائرة إثر اقتطاعات في الموازنة.
ويمكن تزويد هذه الطائرات بصواريخ جو ــ جو وأرض ــ جو، علماً بأن نحو ثمانين في المئة من مكونات هذه الطائرة أجنبية المنشأ، وخصوصاً أميركية.
من جهتها، أعلنت شركة «اكسكاليبر» التشيكية، الشهر الماضي، توقيع عقد ينص على بيع الحكومة العراقية مئة دبابة من طراز «تي-72» وآليات مقاتلة من نوع «بي في بي-1» من فائض جيوش دول الكتلة الشرقية السابقة.
(أ ف ب)