بعد أيامٍ قليلة على إفراج تنظيم «القاعدة في اليمن» عن الدبلوماسي السعودي عبدالله الخالدي، أُطلق يوم أمس، سراح الدبلوماسي الإيراني نور أحمد نيكبخت الذي كان مختطفاً لدى «مجهولين» في اليمن منذ عام 2013، في وقتٍ تضاربت فيه الرواية الايرانية مع الرواية الرسمية في صنعاء، بشأن العملية التي أدّت إلى تحريره.
وفيما نقلت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية عن مساعد وزير الخارجية الايراني، حسين أمير عبداللهيان، قوله إن «فريقاً خاصاً من وزارة الاستخبارات والأمن الوطني استطاع تحرير الدبلوماسي نور أحمد نيكبخت من براثن الإرهابيين، في سلسلة عمليات معقدة وصعبة في جزء دقيق للغاية من اليمن»، نقلت وكالة «سبأ» اليمنية للأنباء عن «مصدر أمني مسؤول» قوله إن وزارة الداخلية اليمنية «تنفي صحة ما نشرته بعض وسائل الاعلام الايرانية» عن هذا الموضوع.
دعا هادي إلى نقل
أمانة الحوار من صنعاء
إلى عدن
وأكد المصدر أنه لم يتم تنفيذ أي عملية أمنية على الأراضي اليمنية، وإنما العملية «جرت في بلدٍ آخر، وضُبطت خلالها مجموعة من العناصر الإرهابية، وفي ضوء تلك العملية التي جرت خارج اليمن، تمت المقايضة بالإفراج عن الدبلوماسي الإيراني مقابل الافراج عن أولئك العناصر».
هذا التفاوت في الروايتين يمكن وضعه في خانة تأكيد السلطة التي تتولاها «اللجنة الثورية العليا» التابعة لجماعة «أنصار الله» في صنعاء، على حفاظها على سيادة البلاد، خصوصاً أن اليمن عرف عملياتٍ خارجية لتحرير مختطفين، مثل عملية إنزال فاشلة نفذتها الولايات المتحدة، قبل أشهر، لإنقاذ رهينتين لدى «القاعدة» في الجنوب، أدت إلى مقتلهما، كذلك فإن السعودية تمكنت يوم الأحد الماضي من التوصل الى إطلاق سراح الدبلوماسي السعودي عبدالله الخالدي الذي كان محتجزاً لدى «القاعدة»، بواسطة ما وصف بـ«العملية الاستخباراتية الضخمة»، وحديثٍ عن وساطات جرت بين الرياض و«القاعدة» عبر قبائل في الجنوب اليمني.
وأفادت وكالة الانباء الايرانية يوم أمس، أن «الدبلوماسي المحرر وصل إلى مطار مهر آباد في طهران عبر الخطوط الجوية الإيرانية بعد تحريره»، من دون ذكر المزيد من التفاصيل.
وكان عبداللهيان قد رأى أن الحكومة اليمنية التي كانت تتولى الحكم عام 2013، حين خطف الدبلوماسي، مسؤولة عن اختطافه، بحيث صرّح بأنها «تعرف متى وكيف اختفى نيكبخت». آنذاك ردّت صنعاء بالقول إن نيكبخت «ضابط في الحرس الثوري الإيراني، ويستتر وراء منصبه الدبلوماسي».
الدبلوماسي المحرّر نُقل على متن الخطوط الجوية الايرانية التي عادت إلى العمل في اليمن للمرة الأولى منذ عام 1990، بعد تفعيل «أنصار الله» للاتفاقية يوم الأحد الماضي. كذلك، وصلت إلى مطار صنعاء، يوم أمس، شحنة ثانية من المساعدات الطبية المقدّمة من إيران إلى اليمن. ونقلت وكالة «سبأ» للأنباء عن مسؤول منظمة «إمداد ونجاة» التابعة للهلال الأحمر الإيراني، أمير الدين روحنولز، قوله إن «مساعدات الهلال الأحمر الإيراني للهلال الأحمر اليمني تزن سبعة أطنان وتشمل بطانيات وسجادات ومستلزمات طبية وصحية»، مضيفاً أن هناك مساعدات أخرى «ستصل قريباً» إلى اليمن.
من جهةٍ أخرى، يتابع الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي تعزيز الدور السياسي لمدينة عدن التي انتقل إليها لاستئناف مزاولة مهماته كرئيسٍ للجمهورية، متحدّياً إرادة جماعة «أنصار الله» في صنعاء. ويوم أمس، دعا هادي الأمانة العامة لمؤتمر الحوار الوطني إلى ممارسة مهماتها في عدن.
وقال النائب الأول للأمين العام لمؤتمر الحوار الوطني الشامل، ياسر الرعيني، إن «الرئيس هادي وجه الأمانة العامة للحوار بممارسة مهماتها من عدن بعد اقتحام الحوثيين لمقرها في صنعاء والسيطرة عليه»، لافتاً إلى أنه «سيكون للأمانة مقر في عدن». وأضاف الرعيني أن «اقتحام مقر الأمانة العامة للحوار جاء بطريقة مفاجئة، رغم أنها محايدة، ولا علاقة لها بما يدور في الساحة اليمنية».
(الأخبار، الأناضول)