منذ استقالة هيثم مناع من «رئاسة فرع المهجر في هيئة التنسيق» في نيسان من العام الماضي، تدور الشائعات حول اتخاذه مواقف مختلفة عن زملائه في «الهيئة».
الرجل استقال مرّات عديدة، لكنه كان يسحب تلك الاستقالات. شارك مناع يوم السبت الماضي في اجتماع المكتب التنفيذي، حيث جرى التصويت على مقررات اجتماع باريس مع وفد «الائتلاف» الذي أقرّ بشبه إجماع. إذ منذ لقاء باريس (22 – 24 شباط 2015)، وظهر تمايز مناع وزملائه في «هيئة التنسيق». لم يكن الحقوقيّ موافقاً على الحوار مع «الائتلاف». ينقل أحد قياديي «الهيئة» عن مناع قوله: «أخذنا الجناح السعودي في الائتلاف...

ماذا نريد بالباقين؟»، وذلك في إشارة إلى مشاركة أعضاء «الائتلاف» فايز سارة وأحمد الجربا وقاسم الخطيب في اجتماعات القاهرة (23 كانون الأول 2014) التي جمعت «الهيئة» مع مجموعات وشخصيات معارضة أخرى، في ظلّ رفض «الائتلاف» العائد إلى الحضن التركي المشاركة.
«الهيئة» أكدت أمس قرارها السابق (28/2/2015) في ما يتعلق بلقاء باريس ونتائجه، كذلك أكدت أن اللقاء لا يتعارض مع لقاء المعارضة السورية الأول في القاهرة واللقاء الثاني المنويّ عقده في القاهرة يوم 17 نيسان المقبل، «بل هناك تشديد على أن ما جرى في باريس هو طريق وإغناء للقاء القاهرة الثاني المقترح». مناع لم يشارك في اجتماع أمس، بل فاجأ زملاءه بإطلاقه تياراً جديداً اسمه «قمح» (قيم مواطنة حقوق)، معتبراً في بيان «أن هذه المبادرة الجماعية انطلقت من اجتماعات متفرقة داخل سوريا وخارجها، وهي تعتبر مسودة النظام الأساسي التي يجري نقاشها حالياً عبارة عن نص مؤقت يتم العمل فيه لغاية أول انتخابات ديمقراطية داخلية تجري قبل مرور عام على التأسيس». وهدف التيار «بناء الوطن الحر وحماية المواطن الكامل الحقوق والدفاع عن القيم الإنسانية العليا... من أجل مجتمع إنساني أكثر عدالة، ومجتمع مدني ديمقراطي مبادر وخلاق ومنظومة علاقات دولية متحررة من الهيمنة والاستغلال والاستعباد».
قيادي في «الهيئة» قال لـ«الأخبار» إنّ مناع اعتبر أنّ دوره بدأ في الخفوت في الفترة الأخيرة. وزارة الخارجية الفرنسية، مثلاً، تنسّق مع عضو «الهيئة» في لندن خلف داهود، لا مع مناع القاطن في باريس التي تعتمد التواصل مع داهود منذ حزيران 2014.
في اجتماع أمس، حاول رفاق هيثم في الهيئة استيعابه، ذاكرين في بيانهم المسائي «تأكيد المكتب التنفيذي أن نشوء تنظيمات أو تيارات سياسية جديدة مرحب به، سواء من قبل أفراد مستقلين من الهيئة أو من خارجها، وسيكون التعامل معها وفق نواظم الهيئة المعتمدة، ووفق توجهات الهيئة السياسية». قياديون في «الهيئة» يلفتون إلى استعداد تجمّعهم أن يكون مظلّة عمل مناع وراع لتياره. من يشكّك في نيات مناع يعتبر أنّه يريد أن يؤدي دور رئيس «الائتلاف» الأسبق أحمد معاذ الخطيب، فالأخير استطاع الحفاظ على حيثية إقليمية ودولية بعد استقالته. قد يكون مؤتمر القاهرة الشهر المقبل، وحراك موسكو لجمع الأطراف السورية اختباراً حقيقياً لمعرفة مآل خطوة مناع.