لم تخرج القمة السعودية التركية بالشيء المفاجئ. ما تفرقه مصالح البلدين سياسياً واقليمياً بددته سوريا أمس مع اتفاق الجانبين على إراقة المزيد من دماء أبنائها وزيادة الدمار في عمرانها عبر زياردة دعم ما يسمى الـ «معارضة المعتدلة» لتحقيق ما يتمنيانه من «نتيجة ملموسة». البلدان «الخصمان» في الملفات من تونس إلى ليبيا ومصر، لم يجدا اي عائق في تقاطع مواقفهما ومصالحهما تجاه سوريا والعراق. ففي ختام زيارته للسعودية أمس، اتفق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، على «ضرورة زيادة الدعم المقدم للمعارضة السورية، على نحو يفضي إلى نتيجة ملموسة».

وركز الزعيمان خلال المباحثات في اجتماعهما أمس، على القضايا السياسية والاقتصادية، وقضايا الأمن والدفاع، كما تناولا سبل تعزيز التعاون المشترك بينهما.
وأجرى وفدا البلدين مباحثات حول العلاقات الثنائية، والقضايا الإقليمية، بما فيها الأزمة السورية، والعراق، واليمن، وفلسطين، ومصر، فيما استمر لقاء خاص بين أردوغان والملك سلمان، أكثر من نصف ساعة، عقب لقاء جمع الوفدين التركي برئاسة أردوغان، والسعودي برئاسة سلمان.
وبحسب المحلل السعودي نواف عبيد، الزميل الزائر في مركز بيلفر للعلوم والشؤون الدولية بكلية كيندي للعلوم الحكومية في جامعة هارفرد، فإن «السعودية ستعيد تنشيط سياستها الخارجية على نحو كبير لكي تعيد للمملكة دورها الطبيعي كموحد رئيسي للعالم السني بسبب ما تنفرد به من مزايا». واضاف «من الواضح ان الامور تتبلور بطريقة مختلفة تماما عما كانت عليه في السنوات الماضية».
وفي السياق، اكد مسؤول باكستاني ان رئيس الوزراء نواز شريف سيقوم بزيارة لمدة يومين الى المملكة هذا الاسبوع لاجراء محادثات. واضاف ان «باكستان والسعودية تنسقان مواقفهما منذ فترة طويلة».
(الأخبار، ا ف ب)