سيناء | صحيح أن لمحافظة شمال سيناء أربعة مقاعد فقط من أصل 630 مقعدا على مستوى الجمهورية في مصر، بعدما قُلصت من أصل ستة، لكنها تشغل حديث السياسة والأمن لما تشهده المحافظة من أحداث أمنية تراها القاهرة «تهديدا استراتيجيا». ومن قبل إعلان اللجنة العليا للانتخابات مواعيد العملية، كانت تظهر مؤشرات على اهتمام الدولة بكون المرشحين من هناك منضوين تحت إطارها.
أخيرا، ظهرت شواهد عديدة تؤكد سعي الجيش المصري، الذي يعمل بقيادة الفريق أسامة عسكر في المنطقة، إلى مساندة مرشحين بعينهم في الانتخابات البرلمانية، بطرق مباشرة وغير مباشرة، من أجل حصد المقاعد النيابية المخصصة لشمال سيناء. وتؤكد مصادر قبلية لـ«الأخبار» أن «جهة سيادية في شمال سيناء استدعت عددا من مشايخ القبائل وحثتهم على الوقوف خلف أسماء معينة من المرشحين، منهم شيخ حكومي ولواء سابق في الجيش وآخر في الشرطة».
وبرغم استياء أبناء قبائل مركز بئر العبد وقسم رمانة (غرب سيناء) من هذا الإجراء الذي يجهض حلمهم في التغيير، وخاصة بعد «ثورة 25 يناير» و«أحداث 30 يونيو»، فإن مدير الأمن الجديد في شمال سيناء، اللواء علي العزازي، نفذ زيارة إلى مدينة بئر العبد وعقد اجتماعا مع مشايخ حكوميين هناك بجانب رموز الحزب الوطني «المنحل» داخل قاعة اجتماعات مجلس المدينة. العزازي طالب الحاضرين، أيضا، بدعم المرشحين الذين أطلق عليهم لقب «الوطنيين الشرفاء»، بل ذهب إلى ربط مشروعات التنمية في المنطقة بمدى استجابة المواطنين لرؤية الدولة وخطتها.
في غضون ذلك، تستمر التحذيرات عبر مشايخ الدائرة الثانية في شمال سيناء (مقرها الشيخ زويد ورفح والقسيمة) من خطورة إجراء انتخابات برلمانية في تلك المناطق نظرا إلى الأحداث والعمليات الأمنية، فيما كان الحل البديل لديهم «تعيين مرشح تتفق عليه القبائل من دون انتخابات (إن أمكن دستوريا)»، أو تأجيل الانتخابات في هذه الدائرة في ظل تهديدات المسلحين باستهداف الناخبين والمرشحين على حدء سواء.
في المقابل، أعلنت ست من قبائل شرق شمال سيناء رفضها الدفع بأي مرشحين في انتخابات البرلمان، وتأكد ذلك بعدما أغلق باب الترشح (قبل أيام) ولم يتقدم أي شخص من هذه القبائل إلى الانتخابات احتجاجا على تناقص حصة سيناء في عدد المقاعد، لكن المعلومات تفيد بأنه تقدم 40 مرشحًا للدوائر الانتخابية الثلاثة في المحافظة كلها (شمال سيناء) ليتنافسوا على المقاعد الأربعة في النظام الفردي (الدائرة الأولى مركز العريش بأقسامه الأربعة 23 مرشحا للمنافسة على مقعدين، والدائرة الثانية في قسمي الشيخ زويد ورفح والقسيمة، وفيها ثلاثة مرشحين على مقعد واحد، أما في الدائرة الثالثة التي تضم أقسام بئر العبد ورمانة والحسنة ونخل، فكان 14 مرشحا للمنافسة على مقعد واحد).