قرّر مجلس النواب الليبي المعترف به دولياً، أمس، «تعليق مشاركته» في الحوار الوطني حول المستقبل السياسي للبلاد، الذي يُعقد برعاية الأمم المتحدة، بعدما بدأ الشهر الماضي في جنيف قبل أن ينتقل إلى غدامس في جلسة يتيمة.في هذا الوقت، بعث الرئيس الأميركي، باراك أوباما، برسالة إلى الكونغرس، أمس، بمدّ حالة طوارئ قومية بالنسبة لليبيا لعام واحد، بسبب الصراع على السلطة والسيطرة على الموارد في البلاد.

وقال أوباما، في رسالته إلى الكونغرس، إن «الوضع في ليبيا ما زال يمثل تهديداً استثنائياً وغير عادي للأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة».
وفيما كان من المزمع عقد الجلسة المقبلة للحوار الليبي، الخميس، في الأراضي المغربية، أعلن النائب عيسى العريبي أن «مجلس النوّاب صوّت اليوم (أمس الاثنين) على تعليق مشاركته في جلسات الحوار بين الأطراف الليبيين حول المستقبل السياسي لهذا البلد برعاية الأمم المتحدة، كما قرّر استدعاء لجنة الحوار المنبثقة عن المجلس إلى قبة البرلمان للتشاور».
وعلّق النائب عصام الجهاني قائلاً: «إما أن نكون أو لا نكون»، مشيراً إلى أن «البرلمان دعا النواب الأربعة في لجنة الحوار المنبثقة عنه للعودة من الأراضي المغربية وعدم المشاركة في الجلسة المزمعة للحوار الخميس المقبل».
وفي السياق، أفادت الوكالة بأن مجلس النواب قرّر بالإجماع، أمس، عدم الاستمرار في المشاركة في الحوار في ظل مواصلة «ميليشيات ما يسمى فجر ليبيا نشر العنف والإرهاب والتطرف»، مضيفة أن «مجلس النواب صوّت بالإجماع على تعليق المشاركة في جلسات الحوار التي ترعاها الأمم المتحدة، وعلى استدعاء لجنة الحوار المكلّفة من المجلس من أجل التشاور».
وفيما لم توضح الوكالة أسباب تعليق المشاركة في الحوار، إلا أنّ إدارة الإعلام في البرلمان ذكرت، عبر حساب مجلس النواب الرسمي على «فايسبوك»، أن «القرار صدر بعد التفجير الإرهابي الجمعة الماضي في مدينة القبة وراح ضحيّتة عشرات القتلى والجرحى».
كما أوضح مصدر برلماني أن القرار مردّه إلى الخشية من أن يفرض المجتمع الدولي حكومة تضم متشددين وتحظى باعترافه على الفور، وبذلك ينسحب البساط من تحت السلطات الشرعية في البلد ويجري تهميش الجيش الذي يواجه الإرهاب وحده.
وعلى هذا الصعيد، قال النائب طارق الجروشي إن «معلومات وصلته تفيد بأن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة سيؤلف حكومة وفاق وطني من تيار الإسلام السياسي والإخوان في جلسة الحوار في المغرب، الخميس المقبل، كسياسة أمر واقع»، مشيرا إلى أن ذلك «مؤامرة سياسية»، مضيفاً أن «حكومتي أميركا وبريطانيا، ستعترفان بهذه الحكومة فور إعلانها، بعيداً عن مجلس النواب صاحب الحق في اعتمادها».
(رويترز، أ ف ب)