تصدت قوات «البشمركة»، بدعم لم يتأكد حجمه من طيران «التحالف الدولي»، لهجوم شنه تنظيم «داعش» مساء أول من أمس، جنوب غرب أربيل، بحسب ما أفاد مسؤولون أكراد. ووقع الهجوم عند محور مخمور ــ الكوير على مسافة نحو 40 كلم جنوب غرب المدينة الرئيسية في الإقليم، وتواصلت الاشتباكات لأكثر من أربع ساعات، بحسب المسؤولين الأكراد الذين قدروا مشاركة نحو «300 عنصر» من التنظيم.
ويكرر مقاتلو «داعش» الهجمات على هذا المحور في شمال العراق، وآخرها في كانون الثاني الماضي، حيث استخدموا قوارب للتسلل عبر نهر الزاب وشنوا هجوماً مباغتاً على بلدة الكوير. وتمكن المقاتلون في ذاك الهجوم من دخول البلدة لبعض الوقت قبل أن تطردهم «البشمركة» إثر هجوم مضاد. وأدت المعارك إلى مقتل 26 عنصر أمن كردياً على الأقل.
وأمس، قال مسؤول محور مخمور، سيروان البرزاني، إن «قوات البشمركة تصدت لهجوم شنه مسلحو داعش، الذين هاجموا مساء امس (أول من أمس) قريتي سلطان عبدالله وتل الريم». وأشار إلى مقتل «34 عنصراً» من التنظيم، من دون أن يقدم حصيلة لقتلى أو جرحى في صفوف «البشمركة».
وأكد البرزاني «إحباط الهجوم الذي بدأ عند الثامنة مساء (17,00 تغ)، واستمر على مدى أربع ساعات»، مشيراً إلى أن التنظيم «لم يتمكن من تحقيق أي تقدم في الهجوم، وصدته قوات البشمركة بدعم من طيران التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية. وأشار إلى أن التنظيم لم يتمكن من استخدام عربات ثقيلة أو سيارات مفخخة، وهو تكتيك يلجأ إليه عادة في الهجمات التي يشنها، «بسبب الخنادق التي حفرتها البشمركة في الخطوط الأمامية».
في المقابل، قال مسؤولون إن «داعش» شنّ الهجوم من عدة اتجاهات «بينما كانت تحلق طائرات التحالف الأميركي في الأجواء، ولكنها لم تكن قادرة على ضرب أية أهداف بسبب قرب المسافة بين عناصر داعش والقوات الكردية».
ويسيطر التنظيم منذ هجوم كاسح شنه في حزيران، على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه. وشن التنظيم في آب هجوماً واسعاً جديداً أتاح له الاقتراب من حدود إقليم كردستان. وشكّل هذا التمدد أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت واشنطن إلى تشكيل «تحالف دولي» يشن ضربات جوية ضد مناطق سيطرة التنظيم في العراق وسوريا.
وتمتد خطوط المواجهة بين الأكراد والتنظيم على مسافة تقدّر بنحو ألف كلم في شمال العراق. وأتى الهجوم، أول من أمس، بعد ساعات على زيارة قام بها رئيس إقليم كردستان، مسعود البرزاني، لمدينة كركوك، في وقت يزداد فيه الحديث عن الأطراف العراقية التي ستشارك في هجمات تهدف إلى «تحرير» المناطق التي تقع تحت سيطرة «داعش» في المحافظة. كذلك، فهو قد أتى في ظرف يتصاعد خلاله الحديث عن هجوم على مدينة الموصل وعن حجم الدور الذي ستتولاه قوات «البشمركة».
في غضون ذلك، أعلنت «منظمة بدر»، إحدى ركائز قوات «الحشد الشعبي»، أن تنظيم «داعش» سيتفاجأ بالأعداد الكبيرة للقوات العسكرية التي ستحرر مدينة الموصل، مبينة أن المدينة ستشهد المعركة الحاسمة مع «داعش» بعد تطهير كافة المحافظات من التنظيم.
وقال الأمين التنفيذي للمكتب السياسي للمنظمة، محمد ناجي، بحسب ما نقلت وكالة «فارس» أمس، إن تنظيم «داعش» سيتفاجأ بالقوات التي ستعمل على تحرير الموصل، مبيناً أن هناك خمسة آلاف مقاتل من أبناء مدينة الموصل يتدربون في دهوك استعداداً لتحرير الموصل، بالإضافة إلى قوات الجيش والشرطة وعناصر «الحشد الشعبي».
وأضاف محمد أن مدينة الموصل ستشهد المعركة الحاسمة مع تنظيم «داعش» بعد تطهير كافة المحافظات التي يوجد فيها التنظيم.
(الأخبار، أ ف ب)