أحبطت القوات العراقية والقوى المساندة لها، أمس، هجوماً لتنظيم «الدولة الإسلامية» على «قاعدة الأسد» الجوية في محافظة الأنبار غربي البلاد، التي تضم مستشارين عسكريين أميركيين، بحسب قيادة «التحالف الدولي» ومصادر عراقية.وأتى ذلك بعد ساعات من هجوم للتنظيم المتطرف على بلدة البغدادي القريبة من القاعدة، التي تُعّدّ من المناطق القليلة التي لا تزال تحت سيطرة القوات العراقية في محافظة الأنبار. وفيما قال التنظيم إنه سيطر على «مناطق مهمة» في البلدة، نفت مصادر أمنية عراقية ذلك. وأعلنت مصادر أمنية عراقية أن المعارك في البغدادي والهجوم على القاعدة أديا إلى مقتل 18 عسكرياً، على الأقل، بينهم ضابط برتبة عميد، من دون تقديم تفاصيل عن حصيلة كل من الحادثين.

وقالت القيادة المشتركة لـ «التحالف الدولي»، في بيان: «قرابة الساعة 07,20 صباح اليوم (أمس)، هاجمت مجموعة صغيرة من داعش منشأة للجيش العراقي في قاعدة الأسد الجوية في محافظة الأنبار». وأضافت: «قامت قوات الأمن العراقية مدعومة بطلعات من قوات التحالف، بهزم الهجوم وقتل المهاجمين الثمانية».
وأبلغت مصادر عسكرية عراقية وكالة «فرانس برس» بأن الهجوم كان عبارة عن محاولة انتحاريين يستقلون مركبة عسكرية، تفجير أنفسهم عند مدخل القاعدة.
وأكد التنظيم عبر «إذاعة البيان» التابعة له، تنفيذ هجوم على القاعدة. وجاء في نشرة الإذاعة: «استهدف جنود الدولة الإسلامية قاعدة الأسد الصفوية في البغدادي، التي يدرب فيها عسكريون أميركيون قوات الجيش الصفوي، ولا تزال الاشتباكات مستمرة هناك»، من دون تفاصيل إضافية.
وتضم «قاعدة الأسد»، وهي من أكبر القواعد في العراق، نحو 300 جندي أميركي يدربون القوات الأمنية وأبناء العشائر على قتال التنظيم الذي يسيطر على غالبية الأنبار، كبرى محافظات العراق، والتي تتشارك حدوداً مع سوريا والأردن والسعودية. وسبق الهجوم على القاعدة اقتحام التنظيم بلدة البغدادي غرب القاعدة.
وقال ضابط برتبة مقدم في شرطة الأنبار إن «مسلحي داعش شنوا هجوماً بعد ظهر أمس (أول من أمس)، استهدف مركز شرطة البغدادي ومبنى المجلس المحلي ودائرة الجنسية» وسط البلدة الواقعة عند نهر الفرات. وأضاف: «بالتزامن، قام مسلحون آخرون من خلايا نائمة من داخل البلدة، بمهاجمة قوات الأمن الموجودة في المقارّ الثلاثة»، مشيراً إلى أن المسلحين تمكنوا من السيطرة على هذه المراكز.
وفيما أكد عقيد في الجيش وعضو في مجلس المحافظة سيطرة القوات العراقية على معظم البلدة باستثناء حيّ الشهداء (وسط)، قال التنظيم إنه يسيطر على «أماكن مهمة». وجاء في النشرة الإذاعية نفسها: «تمكن جنود الخلافة بفضل الله من السيطرة على أماكن مهمة في البغدادي»، منها «دائرة الجنسية التي كان يتحصن بها الصفويون ومركز شرطة البغدادي»، إضافة إلى «قطع الطريق بين البغدادي وحديثة» التي تضم ثاني أكبر السدود في البلاد، ولا تزال تحت سيطرة القوات العراقية وأبناء العشائر الموالية لها.
من جهته، أكد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، قائلاً: «نجدد التأكيد أن القائد العام للقوات المسلحة الدكتور حيدر العبادي والحكومة العراقية والقوات الأمنية تهتم اهتماماً بالغاً بالأنبار والدفاع عنها وحماية أهلها من داعش، وأن الأنبار تمثل المحافظة الأولى في وجود فرق الجيش العراقي بتجهيزاته ومعداته، وأن طلعات القوة الجوية العراقية في الأنبار لملاحقة داعش تمثل النسبة الأكبر من فعاليات أبطالها». وأضاف: «نؤكد أن الأنبار هي المحافظة الوحيدة (إضافة إلى صلاح الدين) التي يوجد فيها قيادتان للعمليات، بينما باقي المحافظات إما فيها قيادة فقط أو قيادة واحدة تغطي عدة محافظات»، مشيراً إلى أن «الحشد الشعبي في الأنبار تشكل من أهالي المحافظة حصراً، ولكن جرى إسنادهم من محافظات أخرى بقوات قتالية بناءً على طلب من الأنبار، وهؤلاء يقدمون التضحيات تلو الأخرى دفاعاً عن أبناء شعبنا في الأنبار العزيزة». وتابع: «نؤكد أنه لا حاجة لوجود قوات أجنبية مقاتلة، لا في الأنبار ولا في غيرها من أرض العراق حيث أثبت العراقيون بصمودهم وبطولاتهم أنهم قادرون على دحر الإرهاب».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)