منذ نشر تنظيم "الدولة الإسلامية" فيديو يظهر قتل الطيار الأردني، معاذ الكساسبة، حرقاً، تتسارع التطورات، ويترجم جزء منها في الميدان العراقي. ويتماشى ذلك مع واقع أنّ دور الأردن اتسع ــ إعلامياً أقله ــ ضمن أعمال "التحالف الدولي" منذ إعلان مقتل الكساسبة.وفي السياق، فإن آخر التطورات ظهر أمس، حين أعلن مبعوث الرئيس الأميركي ومنسق "التحالف الدولي"، الجنرال جون آلن، حملة برية باتت قريبة في العراق ضد تنظيم "الدولة الإسلامية". وجاء حديثه خلال حوار أجراه مع وكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا"، نشر أمس بشكل غير كامل.

وبحسب نص الوكالة الأردنية، قال آلن إن "هجوماً على الأرض سيبدأ قريباً ضد عصابة داعش الإرهابية، تقوده القوات العراقية بإسناد من دول التحالف"، لافتاً الى أن "قوات التحالف تجهز 12 لواء عراقياً تدريباً وتسليحاً تمهيداً للحملة البرية".
وتابع في حديثه قائلاً: "لدينا شريك في العراق وليس لدينا شريك في سوريا في حربنا على الإرهاب"، موضحاً أنه "سيتوجه الى دول شرق آسيا لتوسيع التحالف الدولي الذي يضم اليوم 62 دولة".
وأضاف إن "داعش ليس دولة إسلامية، وقد يعتقد بعضهم أنهم إسلاميون، ولكننا نرفض ذلك، وهم ليسوا دولة وليسوا إسلاماً"، مشيراً إلى أنّ "التحالف يقوم بدعم العشائر العراقية الآن، وهناك شباب من العراق وقوات أميركية خاصة يقومون بتدريب العشائر الذين بدأوا يعملون بفعالية ضد داعش كما كانوا يفعلون ضد القاعدة وخاصة في الأنبار".
ورأى آلن أن "الأردن يحول دون تدفق المزيد من المقاتلين الى سوريا والعراق".
وجاء حديث آلن في وقت أعلن فيه وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أن "التحالف الدولي" بدأ يستعيد المناطق التي يسيطر عليها ويحرمه من مصادر التمويل الرئيسية، مندداً "بالمستوى الجديد من انحطاط" التنظيم. وصرّح كيري في مؤتمر ميونيخ بأنه منذ شهر آب الماضي شن "التحالف" ألفي غارة جوية، وقال إن ذلك ساعد على "استعادة خمس مساحة المنطقة التي كانت تحت سيطرتهم".
وفي سياق متصل بالأردن، أعلن مصدر رسمي أردني، أمس، وصول سرب من مقاتلات "اف-"16 تابعة لسلاح الجو الإماراتي الى إحدى قواعد الأردن، "لدعم" هذه الدولة في ضرباتها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية". وقالت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية: "وصل الى إحدى قواعد سلاح الجو الملكي الأردني اليوم الأحد (أمس) سرب من الطائرات المقاتلة اف-16 من القوات الجوية والدفاع الجوي لدولة الإمارات الشقيقة". وأضافت إنه "يرافق سرب الطائرات طاقم كامل من الطيارين والفنيين والمعدات وطائرات التزود بالوقود جواً وطائرات النقل الاستراتيجي سي 17".
ونقلت الوكالة عن العقيد الركن طيار سعيد حسن، وهو قائد قوة الإمارات في الأردن، قوله إن "القوة ستكون جاهزة لتنفيذ أي مهمات تطلب منها وبالتنسيق مع القوات المسلحة الأردنية". وأوضحت الوكالة أن وصول السرب ياتي "تنفيذاً لتوجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وأوامر الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وليّ عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة".
وتابعت الوكالة الأردنية إن ذلك يأتي كذلك "تعبيراً عن وقوف دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعباً الى جانب المملكة الأردنية الهاشمية على مختلف الأصعدة والميادين، وتأكيداً لتضامنها الثابت والمتواصل مع المملكة". وقالت إنه "يأتي تثميناً لدور الأردن الطليعي وتضحياته الجسيمة لصالح أمن المنطقة واستقرارها ودعماً للمجهود العسكري للقوات المسلحة الأردنية الباسلة ومشاركتها الفاعلة في التحالف الدولي ضد عصابة داعش الإرهابية".
وفيما كانت الإمارات قد علقت عملياتها العسكرية الجوية في كانون الأول بعد أسر الطيار الأردني معاذ الكساسبة، أعلن مسؤول أميركي كبير يوم الجمعة الماضي أن الإمارات ستستأنف مشاركتها في الغارات الجوية "في الأيام المقبلة". وهذا المسؤول الذي كان يتحدث على أثر لقاء في ميونيخ (ألمانيا) بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ومسؤولين في مجلس التعاون الخليجي، أضاف إنه "كان هناك استنكار شديد خلال النقاش بشأن ما حصل للطيار" وإن الإمارات قالت لوزير الخارجية الأميركي إنها "ستستأنف (الغارات الجوية) في غضون بضعة أيام". وأعلن مسؤول أميركي آخر أن عملية قتل الطيار الأردني "عززت تصميم دول الخليج على محاربة داعش"، في إشارة الى تنظيم الدولة الإسلامية.
(الأخبار، أ ف ب)