القاهرة | يصل الرئيس الروسي، فلاديمر بوتين، إلى القاهرة، اليوم، في زيارة تستغرق يومين، هي الأولى لرئيس روسي منذ 10 سنوات، ويلتقي خلالها عدداً من المسؤولين المصريين، في مقدمهم الرئيس، عبد الفتاح السيسي، وكبار مسؤولي الحكومة المصرية. وعلمت «الأخبار» أن بوتين سيحظى باستقبال رئاسي مميّز فور وصوله إلى الأجواء المصرية، إذ سيرافقه عدد من الطائرات الحربية المصرية، فيما سيكون في استقباله في المطار، السيسي، الذي سيعقد معه جلسة مباحثات ثنائية مغلقة يعقبها جلسة محادثات موسّعة بحضور وزراء من البلدين.

في هذا الوقت، انطلقت دعوات شعبية لاستقبال بوتين في مطار القاهرة والترحيب به على الأراضي المصرية. لكن البرنامج يتضمن زيارة مشروع قناة السويس الجديدة، إضافة إلى بعض المناطق الأثرية، فضلاً عن لقاءات مع رجال الأعمال المصريين، بعدما كان بوتين قد استبقها بلقاء مع رئيس تحرير صحيفة «الأهرام» المصرية، تحدث فيه عن تطلعات لتطوّر العلاقات بين البلدين.
تحسين العلاقة بين القاهرة وموسكو ليس بديلاً من الاتحاد الأوروبي وأميركا

أما السيسي، فاستبق هذه الزيارة بمقابلة مع وكالة «تاس» الروسية، قال فيها إن الشعب المصري يثمّن عالياً دعم روسيا لمصر مراراً، معرباً عن أمله بمواصلة البلدين بناء العلاقات بينهما، استناداً إلى التجربة الماضية. وأشار الرئيس المصري إلى أن نظيره الروسي يدرك حقيقة الوضع في مصر، وقد «أيّد القاهرة في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب»، مضيفاً إنه يعتبره «شخصية استثنائية»، ومشيراً في الوقت نفسه إلى أن «فلاديمير بوتين يضطر إلى مواجهة تحديات عديدة... لكنه إنسان قوي ويعطي طبعاً قوياً».
ووفق مصادر دبلوماسية مصرية، فإن زيارة بوتين هدفها استمرار تحسين العلاقات بين القاهرة وموسكو، على أن تكون هذه العلاقة تكاملية للطرفين، لكنها لن تكون بديلة من العلاقة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. كذلك ستجري مناقشة تطوير العلاقات العسكرية ووصول عدد من المعدات العسكرية الروسية إلى مصر، التي تم الاتفاق عليها خلال زيارة السيسي، السابقة، لروسيا.
أيضاً، سيتطرق اللقاء بين الرئيسين إلى نتائج اجتماعات المعارضة السورية في مصر، إضافة إلى نتائج اجتماع موسكو ومناقشة الرؤية المصرية لحلّ الأزمة السورية بهدف الوصول إلى توافق بين المعارضة والنظام، مع الحفاظ على وحدة الأراضي السورية. ومن المتوقع، في إطار الزيارة، التطرّق إلى الأزمة الليبية والدور المصري للحفاظ على استقلال الأراضي الليبية.
انخفاض الروبل الروسي أمام الدولار الأميركي سيكون على أجندة المباحثات أيضاً، إذ تدرس القاهرة التعامل مع روسيا بعملة البلدين، شرط السماح باستبدال العملة بالأسعار الرسمية المسجّلة في مصارف البلدين، وهي الخطوة التي يرى فيها صنّاع السياحة فرصة لاستقطاب المزيد من الروس.
ويرى عدد من المحلّلين أن هناك فرصة جيدة لتعزيز التعاون بين روسيا ومصر، واستغلال الزيارة لممارسة ضغوط إضافية على الجانب الأميركي الذي لا يزال يرى أن هناك فرصة للتفاوض مع جماعة «الإخوان المسلمين»، مؤكدين أن زيارة بوتين في ظل الموقف الدولي من موسكو، إزاء الأزمة الأوكرانية، تعبّر عن سعيه لتعميق الدور الروسي في المنطقة.
السفير المصري الأسبق لدى موسكو، رؤوف سعد، قال إن الجانب الاقتصادي سيلعب دوراً مهماً في المباحثات بين الرئيسين من أجل إحياء صناعات روسية عديدة بدأتها في مصر، خلال حقبة الستينيات، من بينها الحديد والصلب وصناعة السيارات، مشيراً إلى أن موسكو لديها قدرة على مساعدة مصر تقنياً وفنياً لبناء المحطات النووية التي تستخدم للأغراض السلمية، وخصوصاً أن لديها الكفاءات والخبرات التي تؤهلها لذلك.
وأضاف سعد لـ«الأخبار» إن الاستثمار في قناة السويس سيكون على أجندة مباحثات الرئيسين، بالإضافة إلى زيادة مساهمة الجانب المصري في حجم التبادل التجاري بين البلدين، الذي يصل إلى 4 مليارات دولار تقريباً لا يساهم فيها الجانب المصري إلا بنحو 500 مليون دولار فقط، مشيراً في هذا الصدد إلى أن إنشاء منطقة للتجارة الحرة بين البلدين سيكون أمراً مهماً للمستثمرين في البلدين.