بعد نجاح إسرائيل في دفع الرئيس السابق للجنة التحقيق في الحرب على غزة، وليام شاباس للاستقالة، يبدو أنها تتعامل كما لو أنها حققت فعلاً إنجازاً دبلوماسياً جديداً عبر تعيين القاضية الأميركية ماري ماكغاون ديفيس، رئيسة جديدة للجنة التحقيق.وعلى العكس من شاباس، تعد ديفيس من منظور إسرائيلي «أكثر توازناً» وهو ما يستوجب التوقف، على الأقل، للبحث عن حقيقة ميولها باعتبار ان المفهوم الإسرائيلي للتوازن دائماً ما يعني الانحياز للجانب الإسرائيلي. وهو ما يبرز في الموقف الذي نقل عن ماكغاون ديفيس عندما أشادت في مرحلة سابقة بالتحقيق الذي أجرته إسرائيل حول عملية «الرصاص المصبوب»، وانتقدت «حماس» على إهمالها التحقيق. هذا وكانت إسرائيل قد أرسلت إلى ماكغاون ديفيس، بمواد عديدة حول طبيعة التحقيق الذي أجرته.

مع ذلك، ينبغي حتى الآن عدم استبعاد حصول مناكفات بالضرورة مع الجانب الإسرائيلي، وخاصة أن الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل فظيعة جداً تجعل من الصعب تجاهلها أو تبريرها، إلا إذا بلغت الجهات والشخصيات مستوى من الوقاحة والانحياز الفاقع.
وبحسب تقارير إعلامية إسرائيلية، فإن ماكغاون ديفيس على معرفة جيدة بالعلاقات المعقدة بين إسرائيل وقطاع غزة. وسبق أن ترأست في السنوات الماضية لجنة مجلس حقوق الانسان، التي اهتمت بتطبيق توصيات تقرير لجنة غولدستون بشأن عملية «الرصاص المصبوب» في قطاع غزة.
إلى ذلك، ينبغي الإشارة إلى أنه إذا أثنت إسرائيل على حيادية رئيسة اللجنة فهذا يلزمها التعاون معها.
من جهة أخرى، يشار إلى أن إسرائيل استطاعت الدفع نحو استقالة شاباس على خلفية اتهام موجه إليه بتقديم مساعدة قانونية مقابل مالي، للسلطة الفلسطينية من أجل تعزيز مكانتها الدولية لتصبح دولة غير عضو في الأمم المتحدة! وادعت إسرائيل أن العلاقة التعاقدية بين شاباس وجسم رسمي فلسطيني تجعله شخصاً لا يصلح ليعمل محقّقاً عادلاً في الحرب.
(الأخبار)