سيناء | يبدو أن القائد الجديد لعمليات سيناء، أسامة عسكر، اسم على مسمى، فهو سارع، خلال أيام من تكليفه مهمة ضبط الأوضاع الأمنية في شبه الجزيرة، إلى تطبيق خطة «الطوق الحديدي» التي يجري تنفيذ الجزء الأول منها على مدن شمال سيناء الثلاث، العريش والشيخ زويد ورفح، وتشمل منع الوصول إلى المنشآت والأقسام العسكرية، وخاصة المربع الأمني في العريش.مصادر أمنية أكدت لـ«الأخبار» أن «الفريق عسكر عقد عدة اجتماعات مع قيادات الجيش في المنطقة الشرقية في غرفة العمليات الخاصة داخل أحد المعسكرات الواقعة في العريش، وذلك لمتابعة الاستعدادات الجارية في تنفيذ الخطة الجديدة للقضاء على العناصر الإرهابية في شمال سيناء». وكشفت المصادر أن عسكر حدد النقطة الصفر لانطلاق تنفيذ «المواجهة» التي أعدت بعناية فائقة خلال الأيام القريبة المقبلة.

كذلك لفتت المصادر إلى أنه، بالإضافة إلى اجتماعات التحضير العسكرية، عقد الفريق في مقر إقامته في شمال سيناء، لقاءً مع مسؤولين في المحافظة لمناقشة مشاريع التنمية في المناطق التي لا يوجد فيها «إرهابيون»، والتقى بعض مشايخ القبائل، واستمع إلى مشكلاتهم وآراءهم في هذا الشأن.
مصادر قبلية أخرى كشفت لـ«الأخبار» أن القائد الجديد لعمليات سيناء التقى وفداً من قبيلة «الفواخرية»، إحدى قبائل العريش، وجرى الاتفاق على تسليح شباب القبيلة للتعاون مع الجيش في ملاحقة المسلحين الذين ينتشرون في المنطقة التي تقع تحت سيطرة القبيلة، مقابل امتيازات اقتصادية وسياسية تتعلق بالبرلمان المقبل.
في سياق متصل، كشف مصدر أمني وصول تعزيزات أمنية جديدة إلى شمال سيناء، أمس، تتضمن آليات أمنية وفرقاً خاصة للتدخل السريع، مع قوات من الصاعقة والمظلات لتنفيذ الخطط الموضعة لمواجهة المسلحين في شبه الجزيرة.
في غضون ذلك، واصلت تشكيلات الجيش الحالية عمليات التوغل والتمشيط في رفح والشيخ زويد، وملاحقتها المطلوبين أمنياً من جماعة «أنصار بيت المقدس ـ ولاية سيناء». وأكد المصدر أن القوات نفذت أعمال تمشيط في قرى ومناطق المطلة، وجوز أبورعد، والمهدية والخرافين في رفح، والمناطق الممتدة جنوبي رفح والشيخ زويد وشرق العريش.
كذلك بدأت حملة عسكرية أمس استهدفت أكثر من حي في الشيخ زويد، منها الترابين والكوثر وأبو زرعي وشارع سوق الثلاثاء وسط المدينة بالتزامن مع حملة اعتقالات عشوائية شملت عدداً من الشباب، وحرق عدد من منازل المواطنين بدعوة محاربة الإرهاب.
بالتوازي مع ذلك، تشارك قوات الشرطة بصورة مكثفة في مختلف أحياء العريش وعلى الحواجز على طول الطريق الدولي، ومهمتها تتركز في عمليات تفتيش دقيقة للمسافرين من محافظة شمال سيناء وإليها، وخاصة على الحواجز الأمنية الثلاثة (بالوظة وبئر العبد والميدان) في مدخل المحافظة والعريش إلى جهة الغرب.
ومن جديد، تشارك طائرات حربية وأخرى استطلاع (من دون طيار ـ يطلق عليها اسم الزنانة) غارات متلاحقة لقصف ما سمته مصادر أمنية بـ«معاقل للمتطرفين» فوق مناطق جنوب الشيخ زويد ومناطق شرق العريش. لكن الطفلة هبة هويشل (4 سنوات)، من مدينة رفح، قضت متأثرة بإصابتها إثر قصف طائرة بلا طيار لمنزلها أول من أمس.
في سياق الوضع الأمني، تواصلت الحملة على قرية اللفيتات في جنوب الشيخ زويد حيث اعتقل هناك عشرات المواطنين بدعوى الاشتباه، وقالت مصادر أمنية إن «مسلحين يتخذون من العشش هناك قواعد انطلاق لمهاجمة القوات الرسمية».
كل تلك الحملات الأمنية والكمائن الثابتة والمتحرك ترافقت مع تضييق شديد على حركة المواطنين، وخاصة المقيمين داخل المربع الأمني الذي استهدفه عناصر «ولاية سيناء» الخميس الماضي. إذ أغلقت قوات الأمن جميع الطرق المؤدية إلى المقار الأمنية والمنشآت المهمة في شمال سيناء، وأعدت بعض المسارات البديلة للسيارات.
ويؤكد مساعد مدير أمن شمال سيناء، اللواء علي العزازي، لـ«الأخبار»، أن إغلاق كل المحاور المؤدية والموازية لمقارّ الجيش والشرطة وأجهزة الأمن والمصالح الحكومية «إجراء احترازي منعاً لاختراقها بسيارات مفخخة، فيما استُبدلت بها طرق وشوارع فرعية لسير المواطنين منها».
وكان لافتاً أن جرافات تابعة لقوات الجيش بدأت إزالة مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بالزيتون في مناطق جنوب ‏الشيخ زويد، وسط غطاء جوي من طائرات الأباتشي العسكرية.