دمشق | شهدت شوارع دمشق حركة مرورية أقل من المعتاد، إثر إعلان قائد تنظيم «جيش الإسلام»، زهران علوش، العاصمة بأكملها منطقة عسكرية. يبدو أنّ علوش لم يستطع تنفيذ تهديداته، في حين أشعل الجيش السوري جبهاته على معظم محاور العاصمة وريفها.تمضي فاتن في طريقها إلى جامعتها صباحاً كعادتها. الدمشقيون ذاهبون مثلها إلى أشغالهم، غير عابئين بالتهديدات التي أطلقها قائد ميليشيا «جيش الإسلام» زهران علوش. «لم ألحظ الازدحام المعتاد. ولم أبذل جهداً للحصول على مقعد في الحافلة المتوجهة إلى جسر الرئيس. الازدحام تركّز على الحواجز، بسبب معاودة العناصر التفتيش بدقة، في ظل خطورة التهديدات»، تقول.

الطالبة العشرينية دخلت كليتها، وقدمت امتحانها على النحو المعتاد. ورغم أنها تحاشت الوقوف ضمن المساحات المفتوحة، داخل الكلّية، غير أن بقية الطلّاب بدوا أشجع منها، غير مبالين بأيّ مخاوف، بحسب تعبيرها.
تهزأ ليال، بدورها، الطالبة في كلية الآداب، من التهديدات المستمرة التي تقع على رأس المدنيين بحجة تحريرهم من النظام. وتضيف: «أصبح الأمر نكتة ممجوجة. الناس مضوا إلى أعمالهم، إذ لم يعد من الوارد أن يستمر الخوف إلى ما لا نهاية». وتؤكد أنها مارست عاداتها الطبيعية خلال هذا اليوم، وعانت من الانتظار على الحواجز. شوارع دمشق استعادت ازدحامها مع غياب الشمس، إذ استقبلت المقاهي والأسواق روّادها، وتبادل أهالي العاصمة الأحاديث حول تهديدات علوش، وإمكان تنفيذها في الأيام القادمة، بعد إحباطها من قبل الجيش الذي اعتمد إشغال المسلحين. معلومات يعرفها الدمشقيون المهتمون بمتابعة الأخبار الميدانية، ولا سيما بعد أن استفاقوا من صدمة إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة، حرقاً، على يد مقاتلي تنظيم «داعش». يذكر يزن، صاحب شركة، أن حرق الطيار الأردني يشابه تلويح «جيش الإسلام» بحرق العاصمة من خلال صواريخ الإرهاب. لا يتفاءل الرجل الأربعيني كثيراً بانشغال علوش ومقاتليه، بالرد على استهداف الجيش لهم، إذ إن «كل الأيام للتخريب بالنسبة إلى العصابات والإرهابيين».
من جانبهم، نال عمّال إحدى ورش الكهرباء حصّتهم من الإصابة، جرّاء استهدافهم بقذيفة هاون، أثناء إصلاح عطل كهربائي في ضاحية حرستا، الأقرب إلى أماكن الاشتباك في حرستا وتل كردي على أطراف عدرا ومحيط دوما. 4 قذائف أُخرى سقطت على أماكن متفرقة من الضاحية، اقتصرت أضرارها على خسائر مادية. وربما، لم يكن يوم التهديدات الأول ليمضي بسلام، لولا الحملة الاستباقية التي بدأتها قوات الجيش في حي جوبر ومحيط دوما.