بعيداً عن وسائل الإعلام، انطلقت أعمال «منتدى» موسكو التشاوري الذي دعت إليه روسيا بين الشخصيات المعارضة المشاركة، لتستكمل اليوم، قبل أن ينضمّ إليها الوفد السوري الرسمي يوم غد. إجراء المشاورات بعيداً عن التغطية الإعلامية يُضفي «أجواءً هادئة بعيداً عن أخطاء محادثات جنيف التي كانت على شكل دعاية واستعراض إعلامي»، وفق ما أكدت وزارة الخارجية الروسية.
ووصل 28 ممثلاً عن المعارضات السورية وبدؤوا مشاوراتهم المغلقة في مكان محايد دون أي تمثيل لدول أخرى، بينما تنحصر مهمة المساعدين الذين يعرفونهم منذ فترة طويلة في مساعدتهم فقط على البدء في الحوار دون أن يكون المطلوب إقرار أي وثيقة، على أن يتفهم المعارضون أنهم يجب أن يعيشوا فى سوريا دولة ذات سيادة في ظل وحدة الأراضي السورية وحماية كل المجموعات، حسب الخارجية الروسية أيضاً.
في موازاة ذلك، كان للرئيس السوري بشار الأسد كلام واضح عن مشاورات موسكو ومسألة الحوار عامة، إذ أكّد في مقابلته المنشورة أمس في مجلة «فورين أفيرز» أنه «ذاهبون إلى روسيا وسنتفاوض، لكن هناك سؤال آخر هنا: مع من تتفاوض؟ الأشخاص الذين ستتفاوض معهم من يمثلون؟ هذا هو السؤال». باعتقاد الأسد، إن «مشكلتنا في الأزمة الراهنة أن علينا أن نسأل عن نفوذ هذه الأطراف على الأرض. عليك أن تعود إلى ما أعلنته الجماعات المسلحة عندما قالت مراراً إن هذه المعارضة لا تمثلنا. وعليه ومن الناحية العملية فإذا أردت أن تجري حواراً مثمراً ينبغي لهذا الحوار أن يجري بين الحكومة وهذه الجماعات المسلحة». واعتبر الرئيس السوري أنّه «لا يمكن أن تكون معارضة إذا كانت مجرد دمى في أيدي قطر أو السعودية أو أي بلد غربي، بما في ذلك الولايات المتحدة... أو تتلقى أموالاً من الخارج». في السياق، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن مشاورات موسكو تهدف إلى توفير ساحة للنقاش بين جميع الأطراف السورية، مشيراً إلى أن المشاركين في المشاورات متفقون على ضرورة إحلال السلام ومحاربة الإرهاب في سوريا.
ورأى لافروف أنّ «لقاء الأطراف السورية في موسكو ليس محادثات، فاللقاءات التي ستجري بمشاركة ممثلين عن الفئات المختلفة من المعارضة تهدف إلى تقديم مكان وساحة للمناقشة للتوصل إلى مناهج وطرق مختلفة وواحدة للحديث ومناقشة المسألة مع ممثلي الحكومة». وشدد لافروف على أن روسيا ستتابع جهودها مع مصر والدول المهتمة بحل الأزمة بشكل سلمي لتهيئة ظروف تسمح ببدء حوار شامل تحت رعاية الأمم المتحدة.
(الأخبار، سانا)