إدلب | عمدت «جبهة النصرة» مجدداً أمس إلى قطع المياه عن مدينة إدلب التي يقطنها أكثر من نصف مليون شخص، معظمهم من النازحين.وقال مصدر في «مؤسسة مياه إدلب» لـ«الأخبار» إن «مسلحين من جبهة النصرة أجبروا عمال محطة مياه سيجر غرب إدلب على إيقاف ضخ المياه نحو المدينة، ما أدى إلى انقطاعها، إضافة إلى تهديدهم العمال إن عاودوا تشغيل المحطة دون إذنهم».

وهذه هي المرة الثانية خلال أقل من شهر التي يقطع فيها مسلحو «النصرة» المياه عن المدينة. وبخلاف المرة السابقة، لم تكشف «النصرة» عن مطالبها، في الوقت الذي تستمر فيه المفاوضات بواسطة اللجنة الأهلية، ومن المتوقع أن يكشف عن نتائجها اليوم.
ويأتي قطع المياه مع استمرار منع «النصرة» لورش الكهرباء من إصلاح الأضرار التي لحقت بأبراج الكهرباء قرب بلدة كفرنجد في ريف إدلب بعد تفجير اثنين منها بواسطة عبوات ناسفة بهدف قطع الكهرباء عن المدينة، الأمر الذي انعكس سلباً على واقع التيار الكهربائي في مدينة إدلب، حيث تنقطع الكهرباء لأكثر من 18 ساعة يومياً.
بموازاة ذلك، أعدمت «جبهة النصرة» امرأة وسط بلدة حفسرجة (شمال غرب إدلب) بإطلاق رصاصة في رأسها بتهمة «الإفساد في الأرض». وتعتبر الجريمة هي الثانية خلال أسبوع في إدلب. وأظهر تسجيل مصور تداوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس، عناصر مسلحين من «جبهة النصرة» يحيطون بامرأة شابة تجلس بوضع القرفصاء، فيما يقوم شخص يقف خلفها بتلاوة ما سماه «حكماً بالقتل» بحقها بتهمة «الدعارة». وأوضح المتحدث أن من سمّاهم «مجلس العلماء»، لم يبيّن تبعيتهم، «صدّق على الحكم بإقامة هذا الحد في مكان حدوث الجرم»، قبل أن يتقدم رجل ملتح مسلح من خلفه ويسارع بإطلاق النار على رأس المرأة من مسافة قريبة جداً لتقع مضرجة بدمائها.
وكانت «جبهة النصرة» قد نفذت حكماً مشابهاً منذ نحو أسبوع بحق امرأة خمسينية، في بلدة معرة مصرين في محافظة إدلب، وبنفس التهمة، وبنفس طريقة القتل.
من جهة أخرى، جددت «النصرة» عملياتها ضد فصائل ما يسمى «الجيش الحر» عبر اقتحامها مقارّ «جبهة الثبات» في قرية البريسة شرقي معرة النعمان. وقال مصدر من القرية لـ«الأخبار» إن «أكثر من مئة مسلح من النصرة ترافقهم دبابتان وعربتي بي ام بي وعدد من السيارات المزودة بالرشاشات، اقتحموا القرية وحاصروا مقارّ جبهة الثبات التي استسلم عناصرها وسلموا انفسهم للنصرة التي نقلتهم إلى مدينة معرة النعمان، إضافة الى الاستيلاء على كافة الأسلحة والآليات التابعة لجبهة الثبات».