تستضيف لندن يوم الخميس المقبل اجتماعاً لوزراء خارجية الدول المشاركة في «التحالف الدولي» ضد «داعش» بدعوة من وزيري الخارجية البريطاني فيليب هاموند والأميركي جون كيري، في اجتماع يخصص لبحث مسار العمليات العسكرية الجارية ضد «داعش».

وأوضحت المصادر أن وزراء خارجية حوالى 20 دولة، بينها الدول العربية المشاركة في التحالف، سيحضرون هذا الاجتماع الذي سيستمر طيلة نهار الخميس، وستتمحور نقاشاتهم حول مدى التقدم الذي أحرزه «التحالف الدولي» في محاربة «داعش».
وأكد مسؤول بريطاني رفيع المستوى أن الاجتماع سيعقد في لانكستر هاوس في وسط لندن، وذلك بعد أسبوعين من اعتداءات باريس.
وبحسب المسؤول البريطاني الرفيع المستوى، فإن مباحثات لندن ستتناول خمسة ملفات أساسية هي: المقاتلون الأجانب، الحملة العسكرية ضد الآلة العسكرية لـ«داعش»، تجفيف منابع تمويل التنظيم، قطع وسائل التواصل الاستراتيجية للتنظيم والمساعدات الإنسانية.
وأوضح وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند في حديث إلى صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أن الاجتماع «سيشكل فرصة مهمة للقيام بجردة حساب وتقييم التقدم الذي أحرز حتى الآن في جهودنا المشتركة لمكافحة الأيديولوجيا السامة للدولة الإسلامية».
وأضاف هاموند إن «الشركاء الفاعلين الرئيسيين في الائتلاف، بمن فيهم شركاؤنا العرب، سيجتمعون في لندن لتقرير ما هي الأمور الإضافية الواجب علينا القيام بها لإضعاف الدولة الإسلامية وهزيمتها»، لافتاً إلى أن «من المهم أن نتباحث في ما بإمكاننا جميعاً أن نفعله لمعالجة معضلة المقاتلين الأجانب وتجفيف منابع تمويل الدولة الإسلامية وتكثيف المساعدات الإنسانية ومواصلة حملتنا العسكرية المنسقة».
ويأتي الإعلان عن هذا الاجتماع غداة القمة التي جمعت الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون في واشنطن الجمعة.
ومن المقرر أن يشارك رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي في المؤتمر.
وقال المتحدث باسم المكتب الإعلامي للعبادي، رافد جبوري، إن «العبادي سيغادر إلى لندن نهاية الأسبوع الجاري، ومن ثم سيقوم بزيارة لمؤتمر دافوس الاقتصادي» في سويسرا.
وأكد الجبوري أن زيارة العبادي إلى لندن تهدف إلى «التنسيق والتواصل بشكل مكثف مع دول التحالف الدولي الذي يحارب الإرهاب»، موضحاً أن حضور العبادي إلى مؤتمر دافوس «يهدف إلى طرح صوت العراق في المنتدى الاقتصادي الأهم في العالم».
في غضون ذلك، بحث وزير الدفاع العراقي، خالد العبيدي مع وفد أميركي برئاسة وكيلة وزير الدفاع للأمور السياسية، كريستين ورماث التنسيق بين القوات العراقية وقوات «التحالف الدولي» في حضور رئيس أركان الجيش العراقي وأمين السر العام للوزارة وكبار الضباط من كلا الجانبين.
من جهة أخرى، أكد وزير الداخلية العراقي، محمد سالم الغبان، أمس، أن «أمن العراق جزء لا يتجزأ من أمن دول الجوار الإقليمي وعلى رأسها الجارة إيران».
وذكر بيان لوزارة الداخلية العراقية، أن الغبان شدد خلال لقائه القائد العام لقوات الأمن الداخلي الإيراني، الفريق إسماعيل أحمدي مقدام، خلال زيارته الحالية لطهران أن «الحاجة الملحة برزت، بعد انتشار الإرهاب على مستويات أكبر، إلى وضع آلية عمل مشتركة تضمن التنسيق الأمني بين العراق وجيرانه لتطويق عصابات الإرهاب والقضاء عليها».
كما شدد الغبان ومقدام على ضرورة «تبادل الخبرات الأمنية والاستخبارية والتدريبية لما يعود بالنفع على قوى الأمن الداخلي في البلدين». وأضاف البيان إن «الجانبين بحثا عدداً من القضايا الأمنية ذات الاهتمام المشترك وتفعيلها لما فيه مصلحة الشعبين الصديقين، فضلاً عن مناقشة مواضيع تخص الأمن الداخلي في كلاً البلدين الجارين».
وكان الغبان قد وصل، السبت، إلى العاصمة الإيرانية على رأس وفد رفيع تلبية لدعوة من نظيره الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي. وتأتي هذه الزيارة في إطار تطوير العلاقات الثنائية وفتح آفاق للتعاون الأمني بين البلدين الجارين.
إلى ذلك، دعا اتحاد «القوى الوطنية العراقية» الممثل للكتل «السنية» في البرلمان العراقي، أمس، العبادي إلى إيقاف قرار لوزارة الداخلية ينص على إنهاء خدمة مئات الضباط وإحالتهم إلى التقاعد.
ودعا النائب عن اتحاد «القوى الوطنية العراقية»، أحمد الجبوري، وزارة الداخلية إلى مراجعة القرار وإنهاء أوامر الإعفاء، معتبراً أن السبب الحقيقي لإعفاء الضباط هو «استهداف شخصيات معينة، لم يسمّها، ولإخفاء حقيقية ما حدث من انهيار أمني في الموصل مركز محافظة نينوى حزيران الماضي.
(الأخبار)