فيما تجددت الاشتباكات بين محتجين وقوات الأمن في العاصمة البحرينية المنامة، وجّه زعيم جمعية الوفاق المعارضة، علي سلمان، رسالةً من سجنه، جدّد فيها التعبير عن مواقفه الرافضة للوضع القائم في البحرين على التمييز الطائفي والقبلي، ومؤكداً أن قضية البحرينيين الاساسية هي المطالبة بمجلس منتخب وبحكومة تعبّر عن الارادة الشعبية.
وكشف نائب الأمين العام لجمعية الوفاق، حسين الديهي، عن رسالة جديدة لسلمان، في اتصال أجراه بعائلته، مؤكداً أن الأخير «مطمئن تماماً للعمل الذي يقوم به». وأكد سلمان المعتقل منذ 28 كانون الثاني الماضي، في اتصاله الأخير، على «الأطر السلمية»، معتبراً أن وجوده في المعتقل «ظالم وهو اعتداء على حقوقي الطبيعية كمواطن وسياسي وعالم دين».
وأشار الديهي إلى أن سلمان المعتقل كان قد التقى المحامين وطرح نقاطاً عدة معهم، طالباً إيصالها، تتمحور حول الحقّ في التظاهر السلمي أولاً، وتشددّ على أن «المطالبة بمجلس منتخب كامل الصلاحيات وبحكومة منتخبة تعبر عن الارادة الشعبية، هما قضية الشعب الأساسية». وأدان سلمان من سجنه القمع للتجمعات السلمية المشروعة، معتبراً ذلك انتهاكاً لحقوق شعب البحرين المنصوص عليها في الشرعة الدولية. وناشد سلمان المجتمع الدولي حماية المتظاهرين سلمياً من الاعتقال التعسفي، مجدداً رفضه للوضع القائم على التمييز القبلي والطائفي.

من جهةٍ أخرى، أرسل 83 نائباً برلمانياً من 37 دولة رسالةً عبر منظمة «برلمانيون من أجل التحرك العالمي» ومنظمة «لا سلام بلا عدالة». وطالبت السلطات البحرينية «بالإفراج الفوري والآمن» عن سلمان، وعن كل الآخرين «الذين تمّ اعتقالهم في البحرين بشكل تعسفي جراء ممارستهم لحقهم في حرية التعبير والتجمع السلمي وتكوين التنظيمات».
وضمّ الموقعون عدداً كبيراً من أعضاء البرلمان الأوروبي وبرلمانات أخرى في أوروبا وأفريقيا وأميركا الجنوبية ومناطق أخرى. وقال الموقعون إن إطلاق هذه المبادرة، هو من أجل «مطالبة الملك البحريني، وقد وصلت نسخة إلى الديوان الملكي من قبل، لإيقاف استهداف الشيخ علي سلمان والحث على إجراء تغيير فوري في توجه السلطات البحرينية تجاه الحوار والمصالحة».
ويرى البرلمانيون الموقعون أن اعتقال الشيخ علي سلمان «يقوض أي فرص للمصالحة والوحدة في البحرين». وقالو إن اعتقال سلمان يبعث على الريبة في ما يخص استعداد البحرين للإصلاح، معتبرين أن ما حدث «يفند دعاوى الحكومة البحرينية من أنها تقوم بتطبيق توصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق وتوصيات المراجعة الدورية الأممية».
من جهتها، ناشدت «الوفاق» حكومات العالم أن «تعكس الإرادة الديموقراطية لبرلماناتها وأن تطالب بالإفراج الفوري عن زعيم المعارضة المسالم الشيخ علي سلمان.
وكان ليل الجمعة السبت قد شهد مواجهات بين نحو 150 محتجاً مع قوات الأمن البحرينية في المنامة، خلال الاحتجاجات على اعتقال سلمان المتواصل من الثامن والعشرين من كانون الأول الماضي. وبحسب شهود عيان، اشتبك الأمن مع المتظاهرين أمام منزل سلمان، حيث رمى قنابل الغاز عليهم وواجههم بطلقات الخرطوش، فيما هاجم شبان قوات الأمن بقضبان حديدية وقنابل حارقة.

(الأخبار، رويترز)