اتفقت الفصائل الليبية على اسئناف جلسات الحوار التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف الأسبوع المقبل، في وقت أكد فيه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن بلاده لا يمكنها التدخل بمفردها ضد الإرهاب في ليبيا.وأعلنت الأمم المتحدة في اختتام الجولة الاولى من الحوار الليبي التي جرت برعايتها في جنيف، يومي الاربعاء والخميس، أن المشاركين اتفقوا على العودة إلى جنيف الأسبوع القادم لعقد جولة جديدة من الحوار، بعد إجراء المشاورات اللازمة.
وبحسب البيان، فقد «عبّرت البعثة والمشاركون عن أملهم في أن يشارك كافة الممثلين المدعوين، بما في ذلك من لم يحضر هذه الجولة، في المحادثات الأسبوع القادم».

وأكد بيان الأمم المتحدة أن المناقشات كانت «بنّاءة» وأن «الأجواء كانت إيجابية وعكست الالتزام الصادق للمشاركين للوصول إلى أرضية مشتركة لإنهاء الأزمة الليبية».
وأضافت أن «المشاركين عبّروا عن التزامهم القاطع بليبيا موحدة وديموقراطية تحكمها سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان»، مشيرةً إلى أن «المشاركين اتفقوا بعد نقاش مستفيض على جدول أعمال يتضمن الوصول إلى اتفاق سياسي لتشكيل حكومة وحدة وطنية توافقية والترتيبات الأمنية اللازمة لإنهاء القتال وتأمين الانسحاب المرحلي للمجموعات المسلحة من كافة المدن الليبية للسماح للدولة ببسط سلطتها على المرافق الحيوية في البلاد».
وأوضحت أن المشاركين دعوا «كافة الأطراف إلى وقف الاقتتال لإيجاد بيئة مواتية للحوار، كما ناقشوا تدابير بناء الثقة لحماية وحدة البلاد وتخفيف معاناة الشعب الليبي».
وأضاف البيان أن هذا الحوار «يسترشد بمجموعة من المبادئ أهمها الالتزام بأسس ثورة 17 (شباط) فبراير واحترام شرعية مؤسسات الدولة وفصل السلطات والانتقال السلمي للسلطة ونبذ العنف والإرهاب».
وقالت البعثة إنه إضافة إلى المسار السياسي، ستعقد مسارات أخرى الأسبوع المقبل والأسابيع التالية، ويشمل ذلك ممثلي البلديات والمجموعات المسلحة إلى جانب الشخصيات السياسية والاجتماعية والقبلية.
وقالت إن المناقشات تضمنت «معالجة أوضاع المحتجزين بشكل غير شرعي والعمل على إطلاق سراح من لا أساس قانونياً لاحتجازه واحترام الإجراءات القضائية في هذا الخصوص، ومعالجة أوضاع المخطوفين والمفقودين والعمل على الاطلاق الفوري لسراح المخطوفين وتقديم معلومات وافية حول المفقودين لذويهم».
كذلك تضمنت النقاشات، بحسب البعثة، «العمل على معالجة شؤون المهجرين والنازحين في الداخل والخارج، خصوصاً المتضررين من النزاع الأخير، والعمل على توفير وتمكين وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة بالتعاون مع المنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني، بما فيها الخدمات الطبية والتعليمية والمعيشية والعامة، مع إيلاء أهمية خاصة للمدن والمناطق الأكثر تضرراًَ».
وأشارت إلى أن المشاركين ناقشوا كذلك «الدعوة إلى وقف الحملات الإعلامية التحريضية التي تثير الفتنة، وتوظيف الخطاب السياسي والاعلامي والديني تجاه المصالحة والتسامح والوحدة الوطنية، وفتح المطارات وتأمين الملاحة الجوية والبحرية والنقل البري في كل البلاد، وعدم التعرض للمنشآت الحيوية، والعمل على فتح المجال الجوي خصوصاً مع دول الجوار، إضافة إلى تأمين حرية تنقل المواطنين».
وقالت إن النقاشات تطرقت إلى «الدعوة لتأمين مرتبات جميع من له حق فيها دون تمييز على أي أساس كان، ودعوة المؤسسات الحكومية المعنية إلى تأمين وتوفير الآليات المناسبة لاستيراد المواد الغذائية والتموينية الضرورية».
ورحّبت البعثة بكافة الأصوات الملتزمة بالوصول إلى ليبيا مستقلة من خلال وسائل سلمية.
وقال البيان إن المشاركين عبّروا عن «قلقهم إزاء التهديد المتنامي للجماعات الإرهابية داخل ليبيا وخارجها، مؤكدين على الحاجة لتضافر الجهود لمكافحة خطر الإرهاب».
وفي هذا السياق، أدان المشاركون «عمليات القتل والخطف الأخيرة لمواطنين ليبيين وأجانب، وعبّروا عن تضامنهم مع ضحايا الإرهاب في كل مكان».
وفيما قالت البعثة إن الحوار عملية مستمرة، أكدت ما سبق أن أعلنه الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا برناردينو ليون، في بداية الحوار، من أن «هذه العملية ستستغرق وقتاً والطريق أمامنا سيكون صعباً».
لكن البعثة قالت إنها «ترى أن الوقت عامل جوهري وعلى الليبيين المخلصين التحرك بسرعة لإيجاد حلول للأزمات إذا أرادوا منع المزيد من التدهور السياسي والأمني والاقتصادي في البلاد».
وعبّرت البعثة عن التزامها بتقديم الدعم اللازم لمراقبة وإنجاح أي اتفاق يتم التوصل إليه وتوفير الضمانات اللازمة لذلك.
يذكر أن الحوار جرى بحضور وفد عن مجلس النواب والأحزاب المتحالفة مع طرابلس، فيما قاطعه ممثلون عن كتائب «فجر ليبيا» والمؤتمر الوطني العام.
في سياق آخر، استبعد الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، تدخل بلاده بمفردها ضد من وصفهم بـ«الإرهابيين» في ليبيا.
وشدد هولاند في خطاب ألقاه أمس أمام السلك الدبلوماسي (فرنسيون وسفراء أجانب)، في قصر الإليزيه، لمناسبة العام الجديد، على أن «ليبيا عنصر مهم في انتشار الإرهاب وهذا يقلقنا»، موضحاً أن واجب بلاده وحلفائها «يتمثل في أن نحشد الأطراف المعنية كي تتفاوض، وتشكل حكومة موحدة، وهذا أمر أساسي، فعندما تحكم حكومتان في بلد واحد فهذا يعني المشاكل».
وأضاف «يجب أن ندفع الأطراف المعنية إلى تشكيل حكومة موحدة، وأن ننزع سلاح الجماعات التي انتشرت في ليبيا، والتدخل ضد الإرهابيين الذين يتحكمون في جزء من الأراضي الليبية، وإن طُلب من فرنسا ذلك، فإنه لا يمكن أن تتدخل بمفردها، لذا نناشد الأمم المتحدة كي تتخذ مبادرات لتقديم ا‎‎لدعم».
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)