القاهرة | أكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أن المصالحة ستجري مع جماعة «الإخوان المسلمين»، إلا أن الملف مؤجل بشكل كامل حتى انتهاء الانتخابات البرلمانية، بحسب ما كشف مصدر سياسي لـ«الأخبار»، وذلك في الوقت الذي طالب فيه بتشكيل قائمة انتخابية وطنية توافقية تضم جميع الأحزاب السياسية.
وخلال اللقاء المغلق الذي عقده في قصر الاتحادية مع 17 حزباً، أمس، ردّ السيسي على طرح رئيس حزب «الوفد»، السيد البدوي لفكرة المصالحة، قائلاً باستحياء إن «المصالحة قادمة، بعد انتخاب البرلمان».
وطالب السيسي الأحزاب التي التقاها، لمدة ست ساعات، بتشكيل قائمة انتخابية وطنية توافقية تضم جميع الأحزاب السياسية، نافياً أي صلة للدولة بالقائمة الانتخابية التي يعكف على تشكيلها حالياً مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الاقتصادية، كمال الجنزوري، في ردّ على ما رُوِّج له عن أن قائمة الجنزوري هي قائمة الدولة الانتخابية، الأمر الذي سبّب صراعاً بين التحالفات الانتخابية.
وفي السياق، كشف رئيس «الحزب المصري الديموقراطي الاجتماعي»، محمد أبو الغار، في تصريحات أعقبت اللقاء، أن السيسي أكد أنه «لا ولن يؤيّد أي قائمة انتخابية محدّدة أو مجموعة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، إلا في حالة واحدة، هي إذا اجتمعت القوى السياسية بالكامل واصطفت في قائمة واحدة».
واقتصر لقاء أمس على الأحزاب المحسوبة على النظام، على أن يلتقي السيسي ببقية الأحزاب، ظهر اليوم، إلا أن حزب «الدستور» الذي أسسه محمد البرادعي، اعتذر عن عدم الحضور. ووصف المتحدث باسم «الدستور»، خالد داوود، دعوة السيسي بـ«المتأخرة»، خصوصاً أن مطالب الأحزاب بتعديل قانون الانتخابات قبل إقراره لم تعرها مؤسسة الرئاسة اهتماماً. وأكد داوود أن «هذا القانون سينتج منه برلمان مفكك لا يدعم الحياة السياسية في مصر».
بدوره، قال رئيس حزب «الغد»، موسى مصطفى موسى، لـ«الأخبار» بعد اللقاء، إن السيسي «أكد أن لا علاقة له أو للدولة بالقائمة التي يشكلها كمال الجنزوري لخوض انتخابات مجلس النواب»، مضيفاً أن «الرئيس كشف عن وجهة نظره تجاه عدد من القضايا المهمة وكيفية إدارة المرحلة المقبلة سياسياً واقتصادياً».
أما حزب «النور» فقد عبر، خلال اللقاء، عن تخوّفه من أي عمليات إقصاء قد تطاوله، بحسب ما أشار رئيسه، يونس مخيون، الذي قال إنه «لا بد من اصطفاف وطني من القوى والأحزاب السياسية، وهو ما يستدعي عدم الإقصاء، خصوصاً أننا في مرحلة البناء ومصر تحتاج إلى الجميع».
ولفت مخيون، في بيان أمس، إلى أن «الرئيس المصري أكد حيادية أجهزة الدولة المختلفة خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة»، مضيفاً أن «السيسي طالب الأحزاب بحسن اختيار مرشحيها في انتخابات مجلس النواب».