«لم نثُر على (الرئيس السوري بشار) الأسد لاستبداله بشخص مثل جمال معروف (قائد «جبهة ثوار سوريا)»، قال أحد قادة «أنصار الشام» لصحيفة «ذي واشنطن بوست» أمس، بينما اتهم السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد، معروف بأنه «فاسد».مقال الصحيفة الأميركية تناول «صعود الثائر المعتدل (معروف) وسقوطه البشع»، وفيه ذكرت معلومات عامة عن تمويله وانتقاله إلى تركيا، كذلك أعطي فرصة للدفاع عن نفسه وسط الانتقادات الموجهة إليه. «نموذج الثائر المعتدل» الذي «طبّل» له الغرب وفئات المعارضة السورية تحوّل إلى سلطان حرب فار إلى تركيا كما أشارت «بوست».

«كان لدينا انطباع بأنه رجل قومي وليس أيديولوجياً، وفهمنا أنه لم يكن نظيفاً بالكامل ولديه سمعة بأنه يعقد صفقات جانبية»، قال فورد.
الصحيفة الأميركية أشارت إلى أن معروف «تلقّى منذ عام 2012 تمويلاً من السعودية وأن رجاله تحت لواء جبهة ثوار سوريا بلغ عددهم 20 ألفاً»، ونقلت عن بعض المصادر المعارضة أنه «تلقّى أخيراً دفعة جديدة من الدعم المالي السعودي».
وأضافت الصحيفة أن معروف وجد نفسه مضطراً للفرار إلى تركيا ومغادرة مقره في جبل الزاوية في محافظة إدلب بعدما رفضت الجماعات المتحالفة معه وقوات «التحالف» دعمه عسكرياً أو بقصف مواقع «جبهة النصرة» خلال مهاجمتها له.
من جهته، نفى معروف للصحيفة، التي التقته في الريحانية التركية، كل ما نسب إليه من «صفقات وفساد»، وقال إنها «بروباغندا يحيكها له أعداؤه». «الثورة السورية ليست متعلقة بقرية واحدة. هذه حرب وفيها صعود ونزول». معروف نفى اعتبار وجوده في تركيا «هروباً» وأكّد أنه هناك لحضور بعض الاجتماعات. «بإمكاننا أن نعود إلى سوريا متى شئنا»، أكّد.
كاتبة المقال ليز سلاي، رأت أن الغرب، وخصوصاً الولايات المتحدة، يجب أن يتعلّم من تجربة صعود وسقوط معروف في ما خصّ اختيار الأطراف المعارضة التي يريدون دعمها لمحاربة المتطرفين. وقالت إن ما حصل مع معروف يفسّر لماذا كان أداء «المعارضة المعتدلة سيئاً جداً في التنافس مع الإسلاميين».
وكان الكاتب ديفيد إغناتيوس قد دعا في «واشنطن بوست»، منذ أشهر، إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى إعادة النظر في الاستراتيجية الحالية تجاه سوريا. ودعا الإدارة الأميركية أيضاً إلى تبني جمال معروف «القادر على قتال الأسد وفي الوقت نفسه قتال القاعدة والجماعات المرتبطة بها». وتحدث إغناتيوس حينها مع معروف، ووصفه بأنه «قيادي معتدل في الشمال»، وقال إن «معروف قدم استراتيجيتين طويلتي الأمد وتعبّران عن براغماتية، وهو ما لم أسمعه من قيادي في المعارضة في الأشهر الأخيرة». ورأى إغناتيوس أن معروف «قائد ميداني ناجح ومعتدل حقيقي لم يتأثر بداء الطائفية التي أصابت معظم المعارضة».
وختم إغناتيوس بالقول إنّ «جمال معروف يبدو القائد الذي يمكن الولايات المتحدة والغرب الاعتماد عليه وتزويده بالقوة النارية لحماية المدنيين وقتال المتطرفين».
(الأخبار)