فيما بات إقرار الدستور اليمني الجديد وشيكاً، أعلنت جماعة «أنصار الله»، على لسان زعيمها عبد الملك الحوثي، رفضها للفدرالية في اليمن، والذي أُقرّ في مؤتمر «الحوار الوطني» وقسّم البلاد إلى 6 أقاليم، معتبرةً أن هذا المشروع هو محاولة لتفتيت اليمن. وكانت الجماعة قد لمّحت أكثر من مرة، بعد سيطرتها على العاصمة اليمنية في أيلول الماضي وعلى عدد من المحافظات الشمالية، إلى رفضها للمشروع الذي سبق ووافقت عليه من ضمن مخرجات الحوار الوطني.
غير أن المستجدّات الأخيرة التي عدّلت في المشهد السياسي اليمني، وخصوصاً عقد اتفاق «السلم والشراكة»، غيّرت في رؤية الجماعة للمشروع الفدرالي المنتظر إرساؤه في الدستور الجديد. بالتزامن، لمّح الحوثي إلى اعتزام الجماعة الدخول إلى محافظة مأرب، لمنع سقوط المحافظة الغنية بالنفط والغاز الطبيعي، بأيدي «التكفيريين».
وأعلن الحوثي، أول من أمس، رفضه لمشروع «الدولة الاتحادية»، معتبراً أن «تضمين الدستور تقسيم البلد إلى 6 أقاليم مسعى لتدمير اليمن»، مضيفاً إن مشروع الأقاليم الستة، «محاولة لتفتيت البلد وتجزئته إلى كانتونات صغيرة وضعيفة يسهل التحكم فيها». وفي خطابٍ متلفز بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي، أكد الحوثي ضرورة أن تتعامل القوى الدولية مع بلاده على أساس الاحترام المتبادل وحسن الجوار، وعدم التدخل في شؤون اليمن الداخلية، مشيراً إلى «ضرورة الحفاظ على مكاسب ثورة 21 سبتمبر (أيلول)، في إشارة إلى تاريخ سيطرة مسلحي الجماعة العاصمة صنعاء. ودعا الزعيم الحوثي إلى «عدم الانجرار وراء المخططات الخارجية الرامية إلى تفتيت اليمن». مؤكداً أن «التحرك الثوري متواصل في اتجاهاته الثلاثة: مكافحة الفساد، فرض الشراكة لإنهاء الاستبداد والتعاون بين اللجان الشعبية والجيش والأمن» لمواجهة ما سماها «القوى الإجرامية». واتهم الحوثي الولايات المتحدة الأميركية، وقوى إقليمية (لم يسمّها) بتسليط هذه القوى على أبناء الشعب اليمني. كما تطرّق الحوثي إلى الجنوب اليمني، مطالباً بـ«حلّ القضية الجنوبية حلاًً عادلاًً، وألا تبقى ورقة خاضعة للتلاعب والمزايدات، لأنها تعبّر عن قضية وطنية ومظلومية حقيقية لأهل الجنوب».
كذلك، لوّح الحوثي باستعداد أنصاره للدخول إلى محافظة مأرب، لتجنيب إسقاط المحافظة الغنية بالنفط والغاز الطبيعي والتي تغذّي اليمن بنصف الطاقة الكهربائية المستهلكة، بأيدي «القاعدة» وعناصر «تكفيرية». وقال الحوثي إن «الشعب لن يقف مكتوف الأيدي إلى ما لا نهاية»، مضيفاً إنه في حال عدم قيام الجهات الرسمية بواجباتها، «سيقف الشعب إلى جانب الشرفاء من أبناء مأرب».

(الأناضول، أ ف ب)