شدد المرجع علي السيستاني، في خطبة الجمعة أمس، على ضرورة زيادة الميزانية المالية الخاصة بـ«الحشد الشعبي» لزيادة زخم المعركة، واستكمال النصر على الإرهابيين، في الوقت الذي تعهّد فيه نائب رئيس هيئة «الحشد» أبو مهدي المهندس الوصول إلى مدينة الموصل وتحريرها من «داعش» كما حُرّر قضاء بيجي، مهدداً الأميركيين «بكشف مخططاتهم وفضحهم» إن لم يكفوا عن محاربة وعرقلة جهود «الحشد».
وقال المهندس، في بيان من قضاء بيجي، «كما صمدنا وانتصرنا في بيجي، سنصل إلى الموصل ونحررها من داعش». وتوجّه للأميركيين قائلاً «نعرف ما تخططون له ومن يتعاون معكم من السياسيين، حاربناكم لمدة عشر سنوات وكانت أيدينا فارغة والآن أيدينا مملوءة». وأضاف «سنصل إليكم ونكشف كل مخططاتكم ونفضحكم إذا لم تنتهوا عنا». من جهته، شدد ممثل المرجعية العليا في كربلاء، الشيخ عبد المهدي الكربلائي، على «ضرورة تعزيز الدعم والإسناد للمقاتلين الأبطال في جبهات القتال، ورفع معنوياتهم ومساعدتهم على أداء واجبهم».
وخلال خطبة الجمعة، قال إن «الانتصارات النوعية التي حققتها القوات المسلّحة البطلة، ومن يساندهم من المتطوعين الأبطال وأبناء العشائر الغيارى، وخصوصاً في مدينة بيجي ومصفاتها ــ والتي وثّقتها مختلف وسائل الإعلام على الرغم من التهويل الإعلامي الذي سبق ذلك من أن هذه المنطقة حصن حصين للإرهابيين ــ تؤكد حقيقة الاقتدار القتالي والمعنوي للمقاتلين الأبطال في مختلف عناوينهم».

السيستاني يطالب
بزيادة الدعم لـ«المتطوعين والعشائر»

وفق ممثل المرجع الديني، فإن «هذه المعركة ترتبط بمصير العراق ومستقبله، والحفاظ على هويته ومقدساته وحضارته ووحدته أرضاً وشعباً»، لذا رأى أن «من الضروري توفير كافة الإمكانات المتاحة للنصر فيها، نصراً نهائياً، بحيث لا يبقى في هذه الأرض الطاهرة موطئ قدم للإرهابيين».
وعلى هذا الصعيد، شدد على أنه «لا بدّ من زيادة الدعم اللوجستي للمقاتلين، في ضوء المعطيات والتجارب من المعارك السابقة، وتطوير آليات التنسيق بين صنوف المقاتلين من القوات المسلّحة والمتطوعين وأبناء العشائر، بما يحقق نتائج أفضل كما لوحظ ذلك في المعارك الأخيرة».
الكربلائي أوضح أن «من الضروري تخصيص مبالغ أكبر في الميزانية العامة لتأمين احتياجات المتطوعين وأبناء العشائر، الذين يتحملون عبئاً كبيراً في مختلف المعارك، ولكنهم يعانون قلّة الإمكانات الحكومية المتاحة لهم»، مشيراً إلى أن «معظم الدعم يأتيهم من التبرعات الشعبية، وهي لا تفي إلا بقسم من احتياجاتهم».
في غضون ذلك، صدت القوات الأمنية بمساندة «الحشد الشعبي»، هجوماً لعصابات «داعش» على جبال مكحول في قضاء بيجي في محافظة صلاح الدين.
أما في الأنبار، فقد أعلن قائد المحور الغربي في جهاز مكافحة الإرهاب اللواء الركن سامي كاظم، أن القوات الأمنية تقدمت نحو معسكر اللواء الثامن وقيادة عمليات الأنبار، لتحريرهما من عصابات «داعش». وقال كاظم، في بيان، إن «قواته ما زالت تتقدم نحو مركز الرمادي من الجهة الغربية، بوتيرة متصاعدة لحصار إرهابيي داعش المتمركزين فيها، ضمن خطة أمنية محكمة لتطويقها تمهيداً لاقتحامها». وأوضح أن «قوات جهاز مكافحة الإرهاب، بعد تحريرها لمناطق البو جليب ومفرق زنكورة والبوريشة ومزارع البوريشة غرب الرمادي، ستستمر في الاندفاع نحو السيطرة على معسكر اللواء الثامن وقيادة عمليات الأنبار، لتحريرهما وتجميع القطعات العسكرية هناك، من أجل الشروع بالمرحلة الأخيرة من تحرير الرمادي واقتحام مركز المدينة».
كاظم أشار إلى أن «الطوق ما زال مستمراً على مدينة الرمادي من الجهة الغربية»، مضيفاً أن «القطعات العسكرية تقوم كل يوم بزيادة تضييق الخناق على مدينة الرمادي».
في السياق ذاته، أعلن مجلس الأنبار سيطرة القوات الأمنية العراقية على 40 في المئة من مناطق المحافظة، وإفشال محاولات «داعش» التقرب منها وتكبيده «خسائر فادحة»، مرجحاً تحرير الرمادي بالكامل، خلال الأيام القليلة المقبلة.
وكان وزير الدفاع خالد العبيدي قد صرح، أول من أمس، بأن العراقيين سيفاجأون بإعلان تحرير الرمادي قريباً، مؤكداً أن العراق لم يطلب من روسيا تنفيذ ضربات جوية. وقال العبيدي، في مؤتمر صحافي في مقر قيادة عمليات الفرات الأوسط في كربلاء، إنه «بعد تحرير صلاح الدين والأنبار، ستتجه قواتنا العراقية البطلة غرباً وشمالاً».
إلى ذلك، نفى المتحدث باسم البيت الأبيض إريك شولتز، أن يكون الرئيس الأميركي باراك أوباما، قد وقّع تنفيذ العملية العسكرية المشتركة مع قوات كردية وعراقية لتحرير سجناء لدى تنظيم «داعش،» في الحويجة في محافظة كركوك، فيما أفاد مصدر في مجلس أمن إقليم كردستان، بأن القوات الخاصة الأميركية تحركت بناء على معلومات استخبارية أفادت بأن تنظيم «داعش» يحتجز عدداً من المقاتلين الأكراد هناك، إلا أن المصدر ذاته أضاف أنه تبيّن أن المحتجزين لم يكن بينهم أي فرد من البشمركة، في مؤشر على أنهم نقلوا إلى موقع آخر.
(الأخبار)