حمل اليوم الخامس من محادثات الكويت انفراجة تنبئ بإمكانية التوصل إلى نتائج إيجابية، بعد تعثّر وبطء شهدتهما الأيام الأولى بسبب الاختلاف على أولويات وقف الحرب أو بحث القضايا السياسية. وبالرغم من السرّية التي هيمنت على لقاءات يوم أمس، يبدو أن الوفدين برعاية المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ تمكنوا من التوصل إلى اتفاق مبدئي على تثبيت وقف إطلاق النار ومراقبته في خلال 24 ساعة قبل الانتقال إلى جدول الأعمال الذي لا يزال موضع خلاف. وبالرغم من أن التوصل إلى تفاهمات سياسية بين الوفدين لا تزال بعيدة المنال، بات يمكن التعويل على أرضية لانتقال إلى مرحلة جديدة من التفاوض، بعد التوقف الطويل عند نقطة تثبيت وقف الأعمال العسكرية بصورةٍ تامة.
«بوادر إيجابية» إذاً، طغت على لقاءات البارحة التي شهدت أيضاً لقاءً بين وفد حركة «أنصار الله» وحزب «المؤتمر الشعبي العام» من جهة، وسفراء الدول الدول الخمس وسفيرة الاتحاد الأوروبي في اليمن بيتينا موشايت والسفير الألماني أندريس كيندل، من جهة أخرى. وأكد سفراء الدول الكبرى أن «أنصار الله» و«المؤتمر» كانوا يناضلون منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب إلى وقفها الحرب، مشيرين إلى أنه يجب على جميع الأطراف الانخراط في المشاورات بحسن نية وتقديم التنازلات الممكنة، وصولاً إلى حلول تحقق الأمن والاستقرار وتحقيق المشاركة لكافة الأطراف في صياغة مستقبل اليمن.
أكد سفراء الدول الكبرى تقديم التنازلات الممكنة

من جهته، أعلن اسماعيل ولد الشيخ ارتياحه «للتحسن الملحوظ» في تثبيت الأعمال القتالية وللهدوء النسبي الحالي للوضع الأمني في اليمن.
وأضاف ولد الشيخ أن هناك تقارير «تفيد بالتزام الأطراف وقف الأعمال القتالية، وأن لجنة التهدئة والتواصل تبذل جهوداً جبارة مع اللجان المحلية من أجل ضمان سلامة وأمن اليمنيين».
كذلك، قال المسؤول الدولي في جلسة مغلقة للصحفيين إن «الأجواء إيجابية»، وإن هناك تفاهماً معيّناً بين الطرفين، فيما لا يزال الإصرار الأكبر على وقف إطلاق النار.
وقالت مصادر مواكبة للجلسات في الكويت، إن ممثلي الدول الكبرى في المحادثات، تعمل أساساً على وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى الكويت التي يزور وزير خارجيتها صباح الخالد الصباح الرياض حالياً من أجل وقف تام للعمليات العسكرية بخلال 24 ساعة.
وكان ولد الشيخ قد عقد اجتماعاً مع ممثلي الوفدين اليمنيين كل على حدة. واستعرضت الجلسات نتائج لجنة التهدئة الثنائية التي شُكِّلَت أخيراً لمتابعة تثبيت وقف إطلاق النار بالتواصل مع اللجان المحلية والأطراف المعنية، إضافةً إلى تقرير قدمه أعضاء هذه اللجنة عن أبرز العراقيل التي تعترض سير الأعمال والمقترحات اللازمة لتجاوزها، بما يكفل الوصول إلى تثبيت كامل وشامل لوقف إطلاق النار.
ويبدو أنه جرى ترحيل الخلاف الذي طرأ أول من أمس على مسار المحادثات، بعدما طلب «وفد الرياض» من الطرف الآخر تأييد حملة «التحالف» على تنظيم «القاعدة» في حضرموت وأبين، حيث اكتفى الطرفان بالتفاهم على الخلاف الأساسي حول أسبقية وقف الأعمال العسكرية. وكان «وفد صنعاء» قد عدّ العمليات العسكرية التي تقودها الإمارات ضد مواقع تنظيم «القاعدة» في مدينة المكلا ومناطق جنوبية أخرى، «جزءاً من خروقات وقف إطلاق النار».
بدوره، أشار نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله إلى «أجواء تفاؤلية» تسود المشاورات. وقال الجارالله إن هناك «اصراراً من الأشقاء اليمنيين على ألّا يخرجوا من مشاورات الكويت إلا بالنجاح». ورداً على سؤال بشأن الاختلاف بين الأطراف اليمنية، وعمّا إذا كانت هناك مساعٍ كويتية لرأب الصدع، قال الجارالله إنّ «من الطبيعي جداً أن يكون هناك اختلاف وتباين في وجهات النظر حول بنود جدول الأعمال، ومن غير المتوقع في ضوء الحرب والصراع المستمر منذ أكثر من عام أن يتوصل الفرقاء اليمنيون إلى توافق أو حل بخلال يومين أو ثلاثة».
(الأخبار)