سجّل الجيش السوري تقدماً استراتيجياً في معاركه في ريف اللاذقية يمهد له السيطرة على جب الأحمر، بالتزامن مع تقدم على جبهات أرياف حلب الجنوبي والشرقي وحمص الشمالي، بينما تجددت المعارك في ريف حماة الشمالي.
وبدأ الجيش السوري وبمساندة «الدفاع الوطني» عملية عسكرية واسعة جديدة في ريف اللاذقية الشمالي فتح من خلالها جبهات عدة من 6 محاور في وقت واحد، وتهدف جميعها للوصول الى التلال المؤدية إلى جب الأحمر والتي فشلت محاولاته السابقة في التثبيت في بعضها نتيجة القصف العنيف من قبل المسلحين المتمركزين في تلتي كتف الغنمة وكتف الغدر الاستراتيجيتين. وتمكن الجيش السوري بعد تمهيد مكثف من قبل سلاح الطيران الروسي والسوري المشترك والمدفعية وراجمات الصواريخ من الوصول إلى تلة كتف الغدر والسيطرة عليها بعد محاولات سابقة فاشلة، وأدت إلى ارتقاء العديد من الشهداء والجرحى بينما لم تبدأ عملية التثبيت فيها نتيجة استماتة المسلحين في استعادتها.
وما زالت المعارك تدور في محيط تلة كتف الغدر لتأمين عملية تثبيت القوات داخلها. وقال مصدر ميداني لـ«الأخبار» إنّ اهمية التلة تكمن في سقوط العديد من مناطق المسلحين نارياً وتصبح السيطرة على تلة كنف الغنمة ممكنة كونها أقل ارتفاعاً من كتف الغدر. والسيطرة على التلة، أيضاً، تمهد نارياً للقوات المتقدمة نحو بلدة سلمى بالإضافة إلى سهولة التقدم في اتجاه بلدة جب الأحمر والتثبيت فيها. وأضاف المصدر أنّ «المعركة عنيفة وهناك استماتة من قبل المسلحين لمنع تثبيت الجيش تحصيناته في التلة مع استمرار المعارك على باقي المحاور وضمن ضاحية سلمى».

قرى ريف حلب الجنوبي تتهاوى

وفي حلب، يواصل الجيش عمليته العسكرية بنجاح في ريف حلب الجنوبي الهادفة للوصول إلى الطريق الدولي (حلب ــ دمشق)، وعزل محافظة ادلب على نحو أوسع، حيث تمكّن أمس من السيطرة على قرى رسم الشيح وبلاس وكفرعبيد ودير صليبة وجوار الجحاش والايوبية والقيقان، متابعاً تقدمّه العسكري في اتجاه بلدة الحاضر. وقال مصدر ميداني لـ«الأخبار» إنّ لقريتي بلاس وكفرعبيد أهمية استراتيجية كونهما مرتفعتين، وكانتا مركز قيادة للمسلحين.
وكانت «غرفة عمليات حلب» قد حظرت، في بيان لها، التجوال في العديد من قرى الريف الجنوبي، معتبرة أنّه «منطقة عسكرية».

بات فك الحصار عن
مطار كويرس في ريف حلب الشرقي مسألة وقت


إلى ذلك، أعلنت «تنسيقيات» المسلحين عن مقتل «المسؤول العسكري» لـ«امارة القوقاز»، المدعو أويس القوقازي، متأثراً بإصابته بنيران الجيش السوري خلال المعارك في ريف حلب الجنوبي.
كذلك يتابع الجيش تقدمه على عدة محاور في الريف الشرقي لفك الحصار عن مطار كويرس العسكري (الكلية الجوية) حيث تمكن من السيطرة على بلدة دكوانة التي تبعد نحو 7 كلم عن المطار. وكان الجيش قد سيطر على قرى عدة في الريف الشرقي أهمها تل سبعين (تبعد أقل من 7 كلم عن سور المطار)، كما يواصل التمهيد الناري الجوّي والمدفعي على قرية الشيخ أحمد (2 كلم عن المطار) التي تعني السيطرة عليها قرب فكّ الحصار.
وفي مدينة حلب، تعرّض حي شارع النيل لقصف من قبل المسلحين المتمركزين في حي بني زيد ما أدى الى استشهاد 6 مدنيين وإصابة 11 آخرين وانهيار أحد المباني.
وفي حمص، تواصلت المعارك في ريف حمص الشمالي ضمن العملية العسكرية التي أطلقها الجيش لفتح طريق حمص ــ حماة، حيث تدور معارك عنيفة مع المسلحين على جبهات سنسيل، والمحطة، والغنطو، وتيرمعلة، وتلبيسة. ونجح الجيش بعد تمهيد مدفعي وغارات الطيران في السيطرة على قرية سنسيل ومحطة القطار (شرقها)، ليصبح على تماس مع قرية جواليك، كما سيطر على كامل «حارة البدو» في تيرمعلة.
وقال مصدر ميداني في حمص لـ«الاخبار» إنّ التقدم المتسارع على جبهة الريف الشمالي ضَغَط بشكل كبير على المسلحين، حيث ان بعض قياداتهم بدأت تطالب بمفاوضات للدخول في تسوية من بينها قيادات في الرستن.
وفي حماة، تواصلت الاشتباكات في محيط بلدة المنصورة في سهل الغاب، بعد انسحاب الجيش من منطقة الصوامع ليعيد هجومه المضاد بهدف السيطرة على البلدة والصوامع حيث تدور المعارك مع المسلحين الذين يحاولون منع تقدم الجيش. وأعلنت «تنسيقيات» معارضة مقتل مسلح من الجنسية التركية يُدعى علي التركي في «كتيبة الأتراك» التابعة لـ«جبهة النصرة» خلال معارك سهل الغاب. كذلك تجددت المعارك في محيط بلدتي السكيك وعطشان، شمالي حماة، في هجوم للمسلحين على نقاط الجيش السوري. وقالت مصادر إعلامية تابعة لـ«جيش الفتح» إنّه بدأ «التمهيد لمعركة غزوة حماة بقصف بلدات معان وسكيك وعطشان».
من ناحية أخرى، أعاد الجيش السوري فتح طريق اثريا ــ السلمية في ريف حماة الشرقي بعد اغلاقه عند محور وادي العذيب نتيجة زرع مسلحي «داعش» عدداً من العبوات الناسفة. وقال مصدر عسكري إنّ الطريق بات آمناً بعد انتهاء عملية التمشيط، وعادت الحركة المرورية عليه بشكل طبيعي.