حلب | الهجوم العنيف الذي شنه «داعش» في محاولة لاقتحام مطار كويرس العسكري (ريف حلب الشرقي) ربّما كان الأخير من نوعه، قبل نجاح الجيش وحلفائه في فك واحد من أطول الحصارات على امتداد الحرب. وفي ظل التراجع المتتالي لمسلّحي «داعش» أمام القوات السوريّة المتقدّمة نحو أسوار المطار، بدا أمس أن هجمات التنظيم الأخيرة أشبه بمحاولة «هروب نحو الأمام».
وبموازاة المعارك العنيفة التي اندلعت بين حامية المطار ومسلّحي «داعش»، بدأت الوسائط النارية السورية تمهيداً ناريّاً مكثّفاً استهدف تحصينات التنظيم في بلدة الشيخ أحمد التي تتوسّط المسافة بين طلائع القوات السورية المتقدمة نحو فك الحصار، وبين النقاط الدفاعية المتقدمة للمطار، ما يجعل مسلحي التنظيم «بين فكي كماشة لم يعد إطباقها عليهم سوى مسألة وقت» وفقاً لقائد ميداني سوري. المصدر أكد لـ«الأخبار» أن «الأصعب في عملية فك الحصار قد جرى تجاوزه، لأن جغرافية باقي المنطقة تسهل رصد وتدمير أي هدف متحرك في خمس قرى ومزارع تحيط بالمطار». في الأثناء، استهدف الطيران الحربي بسلسلة غارات مقار وتجمعات لـ«داعش» في كل من الباب ومطار كشيش ومحطة الأبقار الحكومية في مسكنة، إضافة إلى حميمة والجديدة وأم أركيلة والمفلسة جنوب المطار.
وفي ريف حلب الجنوبي استمرّت الاشتباكات على محاور خان طومان والحاضر والعيس. وتمكنت وحدات الجيش من التقدم في محور خان طومان والسيطرة على عدد من المزارع والمنشآت، لتقلص المسافة بينها وبين أوتوستراد حلب – دمشق إلى أقل من خمسة كيلومترات. وفي سياق متصل، أصدرت «غرفة عمليات فتح حلب» بياناً أعلنت فيه «منع التجوال» يوميّاً بين الرابعة عصراً والتاسعة صباحاً في عدد من مناطق ريف حلب الجنوبي بسبب «كثرة الشكاوي الواردة بوجود عملاء للنظام في المنطقة».