تزداد حدة الصراع بين قطبي المواجهة على الساحة العراقية، واشنطن وطهران، ومعها تزداد الضغوط على رئيس الحكومة حيدر العبادي لحسم موقفه من الوجود الروسي في بلاد الرافدين ومداه وطبيعته، بين مطالب بتدخل عسكري ورافض له.
فقد نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر في التحالف الحاكم، أن أعضاء «التحالف» حثوا العبادي على طلب شن ضربات جوية روسية على «داعش»، بينما أكد نواب ينتمون إلى كتل سياسية عدة، أن زيارة رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة جوزيف دنفورد لبغداد وأربيل، جاءت لمنع الاستعانة بروسيا. إلا أنهم أشاروا في الوقت ذاته إلى أنه كان ينبغي للحكومة العراقية أن تشترط على أميركا الجدية في ضرب التنظيم، مقابل قبولها بذلك، متهمين واشنطن بأنها تريد أن تكون «صاحبة الشأن» في العراق. يأتي ذلك بعدما كان دنفورد قد صرح خلال زيارة العراق، أول من أمس، بأن بلاده حصلت على تأكيدات من بغداد، بأنها لن تطلب من روسيا شن ضربات جوية ضد «داعش».

عُثر على ثلاث
مقابر جماعية لعناصر من «داعش» في بيجي

وقال عضوان في «التحالف» إن رئيس الوزراء يتعرّض لـ«ضغوط هائلة» من قبل «الائتلاف الوطني» الحاكم، وذلك بعدما أعربت حكومة العبادي مراراً عن خيبة أملها من وتائر وفعالية الغارات التي يشنها «التحالف الدولي»، بقيادة الولايات المتحدة في الأراضي العراقية. وأكدت مصادر في البرلمان وفي «الائتلاف» أن طلباً رسمياً قُدم للعبادي، خلال اجتماع عقد الأسبوع الماضي، وأنه لم يرد بعد.
وتعقيباً على زيارة رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، أصدر مكتب العبادي بياناً، أمس، ذكر فيه أن دنفور أشاد بالانتصارات المتحققة في بيجي والأنبار.
وأوضح البيان أن «رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي استقبل (أول من أمس) رئيس هيئة الأركان المشتركة للولايات المتحدة الأميركية الجنرال جوزيف دنفورد»، مضيفاً أن «اللقاء بحث التطورات الميدانية للحرب على عصابات داعش الإرهابية في الأنبار وبيجي».
وأضاف أن «اللقاء بحث، أيضاً أهمية استمرار وزيادة الدعم للعراق في حربه ضد الإرهاب، وبالأخص في مجال تدريب وتسليح القوات العراقية، فضلاً عن تدريب الشرطة وزيادة جاهزيتها لمسك المناطق المحررة».
العبادي «هنّأ» دنفور بـ«الانتصارات المتحققة في بيجي والأنبار»، بحسب البيان، معرباً عن دعم «الإدارة الأميركية للعراق في حربه ضد العصابات الإرهابية».
إلا أن اللافت أميركياً، كان محاولة واشنطن البروز كناشط على أكثر من جبهة، خلال اليومين الماضيين. فإلى جانب الضغوط السياسية على العبادي، سعت إلى الترويج الإعلامي لدور مزعوم لها في انتصارات بيجي. وفي بيان لسفارتها في بغداد، لم تثن فقط على التقدم الذي حققته القوات الأمنية العراقية، ومن ضمنها قوات «الحشد الشعبي» في بيجي، بل ادعت أنها «تفتخر بشراكتها مع القوات العراقية وبالدور الذي لعبته المعدات والتدريب والضربات الجوية للتحالف في بيجي ومناطق أخرى».
بيان السفارة نقل عن المتحدث باسم «التحالف الدولي» العقيد ستيف وارن، قوله إن «العلاقة بين التحالف والشركاء العراقيين قوية كما عهدناها». وأضاف: «بالعمل سوية نستمر بعزل وتحجيم داعش في كل أرجاء البلاد وبضمنها بيجي والرمادي».
في غضون ذلك، أعلنت خلية الإعلام الحربي، أمس، العثور على مقابر جماعية تعود لعناصر «داعش» في بيجي، بعد تحريرها، مشيرة إلى تحرير منطقة الإسماعيلية في الأنبار. وذكرت الخلية، في بيان، أن القوات الأمنية و«الحشد الشعبي» في بيجي عثروا على «ثلاث مقابر جماعية في الحي العصري الشمالي تعود لعناصر داعش، التي تحاول إخفاء خسائرها المتزايدة»، مضيفة أن هذه المقابر «ضمت 55 جثة للعدو».
تزامن ذلك مع بدء «الحشد» بتسليم مناطق في قضاء بيجي للشرطة المحلية والشرطة الاتحادية، بحسب مصدر عسكري. فقد نقلت وكالة «الأناضول» عن الضابط في الجيش العراقي إحسان باقر قوله إن «مسلحي الحشد الشعبي انسحبوا اليوم (أمس)، من بعض النقاط في قضاء بيجي وناحية الصينية التابعة له، وسُلّمت مسؤولية الأمن فيها لقوات الشرطة المحلية والشرطة الاتحادية».
أما في ما يتعلق بعمليات الأنبار، فقد أكد مجلس قضاء الخالدية أن القوات الأمنية على بعد 500 متر عن اقتحام وتطهير مقر قيادة عمليات الأنبار شمالي الرمادي (110 كم غرب بغداد)، فيما أشار إلى مقتل العشرات من عناصر تنظيم «داعش»، خلال تقدم القوات الأمنية.
(الأخبار، رويترز، الأناضول)