تمكنت القوات الأمنية و«الحشد الشعبي»، أمس، من تحرير كامل قضاء بيجي في محافظة صلاح الدين، من عناصر تنظيم «داعش»، وذلك في الوقت الذي وصل فيه رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي الجنرال جوزيف دانفورد إلى العراق، حيث صرح بأن رئيس الوزراء حيدر العبادي أكد لواشنطن أنه لم يطلب دعماً جوياً من روسيا لضرب «داعش» في العراق.
يأتي ذلك فيما خطا العبادي خطوة لافتة على مستوى السياسة الداخلية تمثلت في إقالة الأمين العام لمجلس الوزراء مهدي العلاق، وتعيين عماد الخرسان بدلاً منه.
وكان العلاق، قد شغل المنصب بالوكالة، قبل نحو شهرين، بعد إعفاء الأمين السابق حامد خلف أمين.
وبحسب ما نقلت وكالة «الأناضول» عن مصدر رفيع المستوى مقرب من الحكومة، فقد «أصدر العبادي اليوم (أمس) قراراً بتعيين عماد الخرسان، في منصب الأمين العام لمجلس الوزراء»، لافتاً إلى أن «العبادي قرر تفريغ مهدي العلاق لإدارة مكتبه الخاص».
وعماد الخرسان مهندس عراقي يحمل الجنسية الأميركية، وكان ضمن طاقم المستشارين الذي عمل مع الحاكم المدني الأميركي بول بريمر، إبان احتلال الولايات المتحدة للعراق، في أعقاب إسقاط نظام الرئيس الأسبق صدام حسين عام 2003.
في غضون ذلك، أعلن «الحشد الشعبي» «رفع العلم العراقي في سماء قرية البوجواري، بعد تطهيرها من عصابات داعش»، مشيراً إلى أن «القرية كانت من أكبر معاقل الدواعش وتحريرها يعني تحرير كامل قضاء بيجي».
وأضاف بيان صادر عن إعلام «الحشد» أن «معركة تطهير البوجواري كانت خاطفة وتكبّد الدواعش خلالها خسائر كبيرة».
وفي السياق، ذكرت وزارة الدفاع، على موقعها على الإنترنت، أن قيادة عمليات صلاح الدين نفذت عملية نوعية شاركت فيها قطعات الجيش العراقي والشرطة الاتحادية والعمليات الخاصة وقوات «الحشد الشعبي» وأبناء العشائر، لطرد ما بقي من عصابات «داعش» من قضاء بيجي.

«الحشد» يعلن تحرير
بيجي والجيش يخترق
عمق الرمادي

وأوضحت الوزارة أن تلك القوات «حققت نجاحات كبيرة أدت إلى قتل أعداد كبيرة من الإرهابيين وأسر وهرب الأعداد الباقية منهم». كذلك أشارت إلى أنه «جرى الاطلاع المباشر والميداني على مجريات الأحداث، ضمن المحور الغربي، وما زالت العمليات العسكرية مستمرة بنجاح كبير، حتى تحقيق النصر المؤزّر على فلول الإرهاب».
وبينما تستمر عمليات تطهير بيجي، صرح المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع نصير نوري بأنّ القوات الأمنية نفذت عمليات اختراق لعمق مدينة الرمادي (مركز محافظة الأنبار). وكشف عن «اختراقات تقوم بها القوات في عمق المدينة لخلخلة دفاعات داعش»، لافتاً الانتباه إلى أن «الوضع يكاد يكون محسوماً في المدينة».
وأضاف أن «أياماً بسيطة تفصلنا عن إعلان تحرير مدينتي بيجي والرمادي»، مشيراً إلى «هناك عمليات تطهير واسعة في قضاء بيجي»، وأن «تحرير القضاء بحكم المنتهي».
على خط موازٍ، وصل رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي الجنرال جوزيف دانفورد، أمس، إلى العراق في زيارة مفاجئة، وذلك بعد تعيينه في منصب رئاسة هيئة الأركان منذ أسبوعين. وقال إنه «بعد نشر أنباء نسبت إلى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بشأن ترحيبه بغارات روسية محتملة في أراضي بلاده، اتصل الجانب الأميركي بالعبادي وتلقى منه تأكيداً أنه لم يطلب من موسكو أية مساعدة من هذا القبيل».
وأوضح الجنرال الأميركي أنه «يسعى خلال زيارته للعراق إلى الاطلاع على آخر أنباء الهجمات التي يشنها الجيش العراقي على مواقع داعش في بيجي والرمادي».
(الأخبار)