هدد مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات على من يحاول عرقلة التوصل إلى اتفاق سلام في ليبيا وتأليف حكومة «وفاق وطني» يرأسها مصطفى السراج.وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، برناردينو ليون، قد قدم منذ نحو أسبوع مقترحات لتقاسم السلطة بين البرلمان الليبي المعترف به دوليا في شرق البلاد، والسلطات الموازية المدعومة من الإسلاميين في طرابلس، لكن الطرفين المذكورين رفضا تشكيلة «حكومة الوفاق» والآلية الدستورية التي تنتجها.

وهدد مجلس الأمن، أول من أمس، بأن «لجنة العقوبات الليبية جاهزة لتحديد أولئك الذين يهددون السلام والاستقرار والأمن في ليبيا، أو تقويض عملية الانتقال السياسي». وحض «جميع الأطراف الليبية على الموافقة» على ورقة ليون، و«العمل بسرعة على تأليف حكومة وفاق وطني»، وفق التصور الذي قدمه الأخير.
وكانت أطراف ليبية قد اتهمت ليون بالتصرف كالحاكم العسكري الذي فرضه الاحتلال الأميركي على العراق عام 2003، بول بريمر، نظراً إلى محاولته فرض أوضاع لا يقبلونها.
وكان قرار صادر عن مجلس الأمن قد فتح الباب أمام حلف شمال الأطلسي، في آذار 2011، لشن ضربات جوية وعمليات برية نفذتها مجموعات «كوماندوس»، ودعم ميليشيات محلية بشتى الوسائل، ما أدى إلى تدمير البلاد وإدخالها في دوامة من الاقتتال والفوضى.
في السياق نفسه، قالت مصادر مصرية مطلعة إن وفدا أمنيا ليبيا رفيع المستوى غادر مطار القاهرة الدولي أول من أمس، بعدما التقى عددا من المسؤولين المصريين، وبحث معهم «التنسيق المشترك بين البلدين، والحرب على الإرهاب».
ميدانياً، حذّرت أمس رئاسة الأركان التابعة للمؤتمر الوطني العام في ليبيا (طرابلس) «جيش القبائل»، الموالي لمجلس نواب طبرق، من التقدم اتجاه المدن الساحلية أو العاصمة طرابلس.

وفد ليبي أمني رفيع المستوى زار القاهرة السبت

ورأت رئاسة الأركان أن إعلان قائد «جيش القبائل»، عمر تننوش، استعداد قواته للتقدم باتجاه طرابلس بمنزلة «إعلان الحرب». ورأت أن «جيش القبائل، المؤلف من مسلحين من أزلام النظام السابق، يسعى لإعادة وجوده في البلاد من خلال قياداته السابقة».
وكانت وسائل إعلام محلية مقربة من مجلس النواب قد نقلت مساء أول من أمس إعلان تننوش استعداد قواته لـ«دخول العاصمة قريبا... وتحرير كامل مدن الساحل الغربي من عناصر الإرهاب».
من جهة أخرى، أعلن القيادي في قوات «فجر ليبيا» التابعة لـ«المؤتمر الوطني العام»، يحيى الدباشي، أن قواته أغلقت الطريق الساحلية الرابطة بين مدينتي صبراته وزوارة، القريبة من الحدود مع تونس.
ونفى الدباشي الأنباء حول تقدم «جيش القبائل»، قائلا إن «المراد من إغلاق الطريق الساحلية تأكيد سيطرة قواتنا على المنطقة، والحفاظ على سلامة المارة على الطريق».
وكانت اشتباكات بالأسلحة المتوسطة والثقيلة قد اندلعت صباح السبت في منطقة الشبيكة، (حوالي 100 كلم غرب العاصمة) بين مسلحي الطرفين، أسفرت عن سقوط جرحى في صفوفهما.
الجدير بالذكر أن قوات «فجر ليبيا» تسيطر على طرابلس وكامل مدن الشريط الساحلي الغربي الرابط بين العاصمة والحدود التونسية غربا، بينما تسيطر القوات الموالية لمجلس النواب في طبرق على مناطق جنوب الطريق الساحلي، ودواخل غرب ليبيا، إضافة إلى منطقة ورشفانة، المتاخمة لغرب وجنوب العاصمة طرابلس.
(الأخبار، الأناضول، أ ف ب)