خاص بالموقع- دعا رئيس اليمن الجنوبي السابق علي سالم البيض، إلى انفصال جنوب اليمن عن شماله، وناشد الأمم المتحدة العمل على إجراء استفتاء في الجنوب. وقال من منفاه في النمسا «إن الحل المنطقي اليوم، الذي هو في مصلحة البلدين، يكون بالعودة إلى نظام الدولتين السابقتين، أما الصيغة، أو العلاقة، التي تربط بينهما فلنترك للشعبين أن يقرّراها بكل حرية».
وقال البيض «نحن بصدد الإجراء لمبادرة نتقدّم بها إلى الأمم المتحدة بشأن الوضع في الجنوب. وقد قطعنا شوطاً هاماً بالتشاور مع شخصيات قانونية وسياسية عربية وأجنبية لإعادة طرح قضية الجنوب».

وناشد الأمم المتحدة «تحمّل مسؤولياتها من أجل تأليف لجنة لتقصي الحقائق مهمّتها العمل على إجراء استفتاء في الجنوب، وأن تطرح على الجنوبيين سؤالاً واحداً هل هم مع استمرار الوضع الحالي أم أنهم مع تقرير المصير؟» وتابع البيض «إذا كانت إرادة الجنوبيين مع تقرير المصير فلا أتصور أن هناك قوى دولية سوف تقف ضد إرادتهم، وتجبرهم على الرضوخ للاحتلال».

وأشار إلى أن «الشكوى الأساسية للجنوبيين اليوم هي أن بلدهم واقع تحت الاحتلال باسم الوحدة... نحن إزاء واقع مأساوي على الصعيدين الاقتصادي والسياسي، بلدنا تحول إلى ثكنة عسكرية وسجن كبير، وأهلنا مقموعون وشبابنا مطاردون».

وأوضح «إننا وقّعنا اتفاقية الوحدة سنة 1990 بين جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية، وقد نصّت على أن تكون الوحدة على أساس الشراكة بين بلدين، لكن بعد الوحدة بعام واحد بدأ طرف الجمهورية العربية اليمنية يتراجع عن الاتفاقية، وأخذ يستولي على السلطة والثروة، ويبعد الجنوبيين تدريجياً، ولكننا عارضنا ذلك، وأردنا أن تكون معارضتنا بالوسائل السلمية والسياسية».

وأكد علي سالم البيض أن عودته إلى جنوب اليمن وشيكة، وقال «نحن نعمل على تصعيد نضالنا السلمي ليصل إلى مرحلة العصيان المدني الشامل الذي سيطرد الاحتلال، ويرفع راية الجنوب... إن الجنوبيين قادرون على أن يعيدوا بناء الدولة بسرعة كبيرة».

وحذر من أن «سياسة القوة والحديد والنار قد تقود إلى قلب الطاولة على الجميع، فإذا كان النظام يواجه المتظاهرين العزّل بالرصاص الحيّ، فمن يضمن أن صبر الناس على هذه الهمجية يمكن أن يستمر من دون ردّ، وخصوصا أن السلاح موجود بوفرة؟».

ودعا البيض إلى حل القضايا بالحوار السلمي، وتحريم اللجوء إلى القوة، «نحن من جانبنا ملتزمون بالخيار السلمي، ولا نريد الانجرار إلى نزاعات وحروب، ولكن قدرتنا على احتمال قتل أبناء شعبنا ليست بلا حدود».

وفي ما خص التمرد الحوثي في الشمال، ولا سيّما في محافظة صعدة، قال البيض «الوضع في صعدة مأساوي وخطير جداً، فهناك تقارير صادرة عن منظمات إنسانية دولية تتحدّث عن وضع يفوق وضع دارفور خطورةً، ولم أكن مبالغاً حين قلت إن السلطة ارتكبت جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب ولا بد من محاكمتها أمام المحاكم الدولية».



(رويترز)