فيما لا تزال رحى الحرب في الشمال اليمني مستعرة مع تزايد التدخّل السعودي، برزت اشتباكات، هي الأولى من نوعها في الجنوب، راح ضحيتها سبعة أشخاص، فيما ازدادت حدّة التوتر بين صنعاء وطهران. وتجمع نحو 200 متظاهر، أمس، أمام السفارة الإيرانية في صنعاء، حيث رددوا هتافات يرفضون فيها «المؤامرة الفارسية» للتوسع وطالبوا بطرد السفير الإيراني بسبب زعم مساندته للحوثيين، في وقت أعلنت فيه السلطات إغلاق مستشفى وعيادة إيرانيتين في العاصمة اليمنية. وعلى المستوى الميداني للحرب الدائرة على الحدود مع السعودية، أعلن المتمردون الحوثيون أنهم دمروا دبابتين للجيش السعودي خلال محاولة لدخول الأراضي اليمنية، الأمر الذي نفته الرياض، مشيرة إلى أن «الكلام عن دخول قوات سعودية إلى اليمن هو مجرد ادعاءات كاذبة».
وقال بيان للحوثيين: «بدأ فجر اليوم (أمس) زحف الجيش السعودي باتجاه الأراضي اليمنية، والمواجهات لا تزال مستمرة حتى الآن». وأرفق البيان بمقاطع من شريط مصوّر عن سلاح جديد استخدمه الجيش السعودي في المعركة، لم يحدد نوعه. كذلك عرضوا صوراً لأشخاص يعالَجون، قالوا إنهم جنود أسرى من الجيش السعودي.
من جهة ثانية، قال مصدر عسكري يمني، في بيان، إن القوات المسلحة وجهت «ضربات موجعة» للحوثيين، استعادت خلالها العديد من المواقع. وأضاف أن الاشتباكات أدّت إلى مقتل العديد منهم وجرحهم، «بينهم القيادي الإرهابي عبود شملان».
في هذا الوقت، لقي خمسة يمنيين حتفهم خلال اشتباكات لقوات الأمن مع محتجين من «الحراك الجنوبي». وذكر شهود أن قوات الأمن حاولت فضّ احتجاج شارك فيه نحو ألف من سكان الجنوب في مدينة عتق بمحافظة شبوة بعد تجمع حاشد مؤيد لدولة اليمن الجنوبي سابقاً. وقالوا إن ثلاثة محتجين واثنين من أفراد قوات الأمن لقوا حتفهم عندما بدأ إطلاق النار، فيما أصيب 10 محتجين. وبحسب المسؤول المحلي، فقد بدأت المواجهات عندما حاولت القوات الأمنية منع الآلاف من المتظاهرين من دخول عتق للمشاركة بالتحرك. وأشار إلى أن معظم المتظاهرين كانوا مسلحين. وأعلن أحد أعضاء «الحراك الجنوبي»، ناصر حويدر، أن الشرطة فتحت النار على التظاهرة واعتقلت 22 شخصاً. وقال: «لقد حاصرونا من كل الجهات وبدأوا بإطلاق النار»، وأدان رئيس اليمن الجنوبي السابق، علي سالم البيض، «المجزرة» بحق المتظاهرين العزّل، وحذّر نظام صنعاء من «الاستمرار في هذا التصرف الإجرامي».
(رويترز، يو بي آي، أ ف ب، أ ب)